خاطرة «شاهد على ميلادي».. خواطر وجدانية

من المعجزات أن تكون شاهدًا على ميلادك! 

هي معجزة حدثت معي فعلًا، فقد كنت شاهدًا على لحظة ميلادي، وكيف استقبلتني الدنيا وكيف خرجت إليها! 

كنت شاهدًا على تلك اللحظة بتفاصيلها الدقيقة.. تلك اللحظة التي تعرَّفت عليكِ فيها، كانت فعلًا لحظة ميلادي بما تعنيه الكلمة من معنى، فقد شعرت شعور مولود جديد.. براءة الأطفال تشع من عينيَّ، والطاقة والحيوية تملآن قلبي وجسمي. 

حتى نطق الكلمات كان مستحيلًا في تلك اللحظة، فكيف يُكلَّمُ من كان في المهد صبيًّا؟! أخذت الدنيا زخرفها في عينيَّ وازَّيَّنتْ، لكأنَّ أول عهدي بها تلك اللحظة. 

مريم.. لم يكن اسمك فقط هو مصدر الإلهام والنشاط لي، بل أنا مولود عينيكِ.

وتاريخ أجفانك الحرَّى يحدثني = بأحرف ناغمت عقل الأساطير 

يا جنة الدفء في أعصاب نافذة = ونكهة الراح في أشداق سكير 

مهما تفيأت طول الصمت معذرة = ففيك يصرخ إلحاح المعاذير 

لا تيأسي من تجاعيدي التي ألفت = طعن الزمان .. وأنياب المقادير 

إن السيول لتطوي الحقل إن طفقت = وينبت الورد في جفن الأعاصير 

ففتشي في شظايا مهجتي ودمي = قد تسكن الخمر مصدوع القوارير

براءة عينيك وسحرهما، ألهماني الصبر على عاديات الزمن ونوائب الدهر.. أحاديثك التي لا يُمل منها كانت لي تاريخًا وحاضرًا مرهف الأعصاب، ومستقبلًا أتوق إلى إشراقه. 

«يكفى أنكِ معى.. أنت أنا.. أنت تاريخي وأنا مجرد حاضرك.. والمستقبل كله لنا».

وفاؤك بالعهد وصونك للأمانة، وتفتيشك لهمومي وبعثرتُها، حتى سعيك لإسعادي دون انتظار أي مقابل هو خليط ساعدني في التخلص من كل السلبيات في حياتي. 

وكأن الحياة قبلكِ جحيم، وكأنك جنة أُرسلت إلى الأرض رحمة بعبد وُلد يوم نظر إلى عينيك الساحرتين.

وقد دعاني إليك طيف دعانيا === فبت رهين الشوق أرجو التلاقيا 

متى تحلم العذراء يومًا عن الفتى ==== وتأتي بأمراس الوصال كما هيا  

عنادك عند الوصل خطب مؤرق ====  لقلب وأشجان تشيب النواصيا 

وثغرك بالإشراق شمس ثناؤها ===== على الأرض براق وفي القلب ثاويا 

فإن رأيت خليطًا من الحب والوفاء والحنان والصدق، فقل سلامٌ عليْك يا «مريم دحمد»، إنكِ كنتِ من عباد الله المخلصين. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة