كطفل مسكون أصارع القدر
كنتُ أسبح في فضاء الأوهام
تلك التي لم يسمع فيها لغوي
محمولًا على أجنحة البراءة
متمسكًا بكل آمالي الصغيرة
هائمًا بزمن لا تطحنه عقارب
يتيمًا لا تتعدى أحلامه ليلة
ألعق كالحلوى كلمات الحب
مسكونًا بأمنيات حتى الإغفاء
فاقدًا لذة الحياة كما المشردين
كما كنت أهاب الليل وأشباحه
وجاء موسم الرشد بأشجانه
فتبدَّدت سحب الإيحاءات عني
ولم تعد كوابيسي ترعبني
وأفلتت روحي من عقالها
فتمهدت نفسي لدرء الخوف
حين تطاول عن حقي الباطل
لم أستسلم وما عدت أشتكي
فلا وجود مكان للطيبة مع الشر
كما ثابر الأمل في الأخذ بيدي
لكسر التقاليد أو إعدام العادات
حتى فاجأني بياض شيب رأسي
فما عدتُ أعبد الزمن كلما شخت
أو ألاحق المسلمات في عقرها
ولا أبالي إن صار سري مجهورًا
أو تلاشت كل نزواتي كالغبار
فصرتُ لا أعاتبني إن فشلت
وأهفو وراء رغباتي الدفينة
وأمسي الأمس كما اليوم لدي
في حين قاربت الحكمة بالبدء
حاضنا أحلامي كي لا ترحل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.