خاطرة «سياسة القطيع».. خواطر عن الحياة

«لا تتحول الحماقة إلى حقيقة لأن مليون إنسان يزعمون أنها حقيقة» الكاتب سومرست موم.

لنفترض أنك ذاهب إلى السينما، وفي الطريق تجد مجموعة من الناس تنظر إلى السماء، فماذا ستفعل؟ بالتأكيد ستنظر أيضًا، لماذا؟ إنه تأثير الجماعة على الفرد.

لنفترض أنك تشتري كوب قهوة من أحد الأمكنة، ورأيت الناس في أثناء دفع الحساب يعطون بقشيشًا. فماذا ستفعل عندما يحين دورك؟ ستعطي بقشيشًا أيضًا. لماذا؟ إنه العقل الجمعي.

أحد أهم الأسباب في انهيار سوق الأسهم والتقلبات العنيفة هو العقل الجمعي. 

أُجريت تجربة على بعض الأفراد في عام 1950م قام بها سولومون إش، وكانت التجربة بسيطة للغاية. وُضع شخص بمفرده، يُعرض عليه خطان من خطوط الطول متساويان، ولكن بينهما مسافة، وبسؤاله: أي الخطين أطول من الآخر؟ فكان يجيب على الفور: إنهما متساويان. ولكن اجتمع حوله أشخاص آخرون يفعلون الاختبار نفسه لكنهم ممثلين، ولكن الشخص الذي تُجرى عليه التجربة لا يعلم بالأمر. 

قال الممثلون عن خط إنه أطول من الآخر، وكانوا عشرة ممثلين بينهم اثنان اعترضوا وقالوا إن الخط الآخر هو الأطول. وعندما سُئل الشخص الذي تُجرى عليه التجربة للمرة الثانية اختلفت إجابته، وقال إن هذا الخط أطول من الآخر؟ لماذا؟ إنه تأثير الجماعة على الفرد؛ لأنه إن كان الجمع اتفق على أمر ما أنه صحيح فحتمًا هم محقون.

لو عدنا بالزمن إلى الوراء، في العصور القديمة عندما كان الإنسان يعيش في الكهوف، ورأى فرد جماعة تجري هاربة من أسد على مسافة بعيدة جدًّا، والرؤية غير واضحة، فهل سيجلس ليحلل الأمر؟ ربما هذا ليس أسدًا، إنه أحد الحيوانات الأليفة؟ بالطبع لا، سيركض هربًا، وعندما يصبح في أمان بعيدًا عن الخطر قد يحلل الأمر.

أصبح هذا الأمر في الجينات البشرية اليوم، على الرغم من عدم وجود خطر يهدد الحياة، فإن استراتيجية البقاء ما زالت تعمل بالطريقة نفسها.

البرامج الكوميدية ما زالت تستغل ضعفنا تجاه العقل الجمعي، حين تشغل صوتًا لمجموعة من الناس تضحك فيبدأ المشاهد هو الآخر يضحك.

الأمر نفسه ينطبق على ما يُسمى الأكثر مبيعًا، فليس مجرد أن شيئًا ما يُباع بكثرة بالضرورة أن يكون الأفضل أو الأنسب لك. وتذكر دائمًا أن الحماقة لا يمكن أن تتحول إلى حقيقة لمجرد أن مليون شخص يدَّعون ذلك.

مشروب الطاقة ريدبول خير دليل على ذلك، فقد سُوِّق بطريقة ذكية جدًّا في أمريكا، فقد كان المسؤول عن التسويق يحضر علبًا فارغة من المصنع، ويضعها بكميات كبيرة جدًّا في سلة القمامة في الأمكنة العامة وخصوصًا في ملاعب كرة القدم وقت الدوري. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

احسنت . موضوع غاية ف الأهمية والسرد رائع
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة