يغلبني الصحو قبل الأذان كي أمسح عني الأحلام، وأسترجع واقعي بالوضوء، وأتمم واجباتي بالدعوات، ساعة كأني بها أعوام من الكفاية والدراية والتحفيز على الانطلاق بثباتٍ ونجاح.
وبين ليلٍ طويل وأفلام منها أمنيات ومنها مزيج من واقع حال وإفاقة بقوة مع دولة القهوة، التي تهيب بكل النيام أن يستفيقوا ويلازموا قوافل المنتظرين لملكة النور وللشروق ولانشقاق النهار.
فواحة هي وجامعةٌ لكل من يتنشقها ويتذوق طعمها ويرافق الأحباب في باكورة يوم جديد، يعيشه كل منا قبل العمل كل في مجاله ومكانه، وبزمان الدوام المفروض عليه، وعليه ينال المرء محاسن الإشراق وابتسامة الحياة، ويقبل على يومه بنشاط وحب ونشور.
ومن جهتي، طقوسٌ تتكرر كل يوم من زمني لا أستغني عنها، ترفدني بالإيجابية وتصوب نحوي كل خير وسعادة، وأنجز أصعب المهام، وأتسلح بالصبر وبسحر لا يتقنه إلا من يملك روح العطاء، وذلك بجبر خواطر الناس صغارًا وكبارًا وعلى اختلافاتهم وانتماءاتهم كما فطرنا على الامتلاء من ينابيع الخير والبركة، وكذا نحن على استعداد لنروي ظمأ العطشى ونسقي كل جفاف.
لنكن كالصيبا الطيبة يهتز لها التراب ويربو النبات والقلوب تخفق لحضورها وتتلاقى مع كل إنسان يشبه سير الصالحين.
ويكون موسوعة إنسانية وكمثل الكواكب والنجوم والنسمات نور وهواء يضيء وينعش، ويحمل في طياته رسائل العشاق وكلمات الكتاب وقصائد الشعراء؛ لتهدى بشارات فرح لمن يستحقون العيش بسلام وهدوء وهناء.
وإليك يا فجري ويا شمسي، أخط سطوري بلا شطور وألون مرادفاتي بأروع العطور من أزهار الربيع والشتاء، ولأجل بريق عينيك أعيش أنا وكأنني الفرح والشروق والسرور وممحاة فوق رأسي لكل ما يؤذي ويضر ويحزن، وريشتي بلا تعب ولا ملل تخط مشاعر رائعة وتحركها بأحاسيس نضرة وتكلم الجمع ليعلم بأنك أنت الدواة.
وفي معاني مرادفات الود والشوق عبارات وعبر؛ ليصير الشوق جمعًا بلا أفراد، وليصبح الود قابلاً للتثنية، وأما الحب فيكون خاضعًا لمتلازمة اللا نهاية منذ الأزل وإلى الأبد.
وفي شرع الوصل تكون أنت الحبر والمداد والسند والسنا والسداد، حتى أنك في زوايا الصفحات رسوم وأشكال لا يفقهها إلا من عاش اللهو ساعات الامتحان وخالف الالتزام، وتحرر من الفروض، وحطم قيود المفروض، وعاث بالواجب الفوضى، وانتهى إلى تقديم القلب على العقل ووضعه في الرأس، وإنزال العقل إلى القفص ليكون هو الوسط، وتعتلي ذاته وجسده المشاعر، ويكون القلب ناصيته ومقوده وحصانته وحصنه.
ولو تدري يا أيُّها المهاجر بين الفكر والوتين، أنك قلبت حياة قلمي رأسًا على عقب، وجعلته الشاهد المغموس باللون الأحمر المبدع في رسم اسمك وشكلك وما تكون وكيف أنت على جدران الروح حتى تبقى معي حتى الخلود.
لا تقل عني هند ولا رابعة، أنا في حبك جميع الإناث كلهن، وخاصة العاشقات اللواتي كن علامات واستفهامات فوق أشعار لا تزال تقرأ وتردد عبر العصور...
لا تفتش عن أشياء بخسة ما دام أنك منجم كلماتي وكنوزي ومجوهراتي، حتى لا أنتقص من هيبتك فأنت بالمختصر الحياة الجميلة لبطلة روايتي وإلهاماتي كلها وبداياتي ولا نهاياتي حبي الباقي.
أستفتيك ألك ابتسامة أم أنت ابتساماتي أم لك بشارة أم أنت بشاراتي، لا تقنع بالقليل ولك قلب غزير وفيض غدير وكل ما هو شلال جارف، ولا مجال للسكون في حضرة حبك أيُّها المحرك لأبجديتي ولكلماتي...
أسألك المزيد كلما انشق الفجر وكلما غابت الشمس وكلما صار الزوال عند الظهيرة والعصر، وفي كل وقت مرات مرات بلا توقف ولا تردد، لا يجف إحساس ولا تجمد المشاعر في ميثاق القلوب، ولا تنتهي العقود ولا تؤجل، ولا تتوقف نبضات الوريد، ولا تشيب الأنفس ولا يثاب الحب بالتجاعيد.
الصبا والجمال وأنت وخمر حلال وحدائق غناء ونغمات العصافير وأهازيج الحنين تزين وجه زماني وتضاعف من أعماري.
كن من تكون تبقى أنت الورد والورد واو مفتوحة وواو مكسورة واحدة في كلمة رائعة جميلة وعطرة، والثانية ذكرك شفاهة فوق لساني وتحريرًا فوق سطور أوراقي.. خذ الحب واعف عن الدنيا عاشت محابري وسلمت أنت وبقيت حبرها الجاري..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.