خاطرة "ستارة من الضحك".. خواطر وجدانية

قد تسرقك الضحكة من أحزانك، وأنت لا تدري أيهما أقوى: الضحك أم البكاء، وتحتار فيما يخفيه الضحك عنك من غموض يصعب تفسيره.

قد يكون الضحك رد فعل غريزي في وجه الألم أو الحزن، وفي بعض الأحيان يكون خط دفاع في المواقف الصعبة التي يتطلب معها التعامل بالضحك.

ربما يصبح الضحك درعًا في مواجهة الألم العميق، أو محاولة هروب من مشاعر معقدة لا طاقة لنا على فهمها تمامًا. لكن في بعض الأحيان، يكون الضحك السبيل للنجاة، أو كما يُقال "الضحك يخفف الحزن"، حتى لو كان ذلك مجرد لحظة مؤقتة.

أما عن الحزن والبكاء، فهما وجهان لذات العملة: الحزن يظهر في أعماقنا، أما البكاء قد يكون التعبير الواضح عن المعاناة والتعبير عن هذا الحزن. لكن الضحك قد يأتي أحيانًا في أصعب اللحظات، ليجعلنا نشعر بالارتباك، كما لو أنه يقف بيننا وبين رؤية الحقيقة التي نخشى مواجهتها أو نغمض العيون عن رؤيتها.

قد يخفي الضحك بعض الغموض الكبير، مثل السحب المتقطعة التي تجوب سفح السماء دون أن تكشف ما وراء الحجب، لكن كل هذا يعبر عن معابر حياتية تتكرر لدى البعض مع معايشة لكل وقائعها المتناقضة بين أحزان وأفراح.

لكننا نضحك على أنفسنا، ونقول: إن الفرح عمره قليل، وأنها فرصة مواتية للضحك. ربما، في لحظاتٍ معينة، نضحك على أنفسنا لأن الفرح أصبح عملة نادرة، وكأننا على دراية تامة أن الحياة مملوءة بالصعاب التي تجعل لحظات السعادة قصيرة ومرتبطة بالزمن.

بالتالي، نميل إلى إقناع أنفسنا بأن الضحك هو الحل المؤقت، مثل الحصن الذي نحتمي وراءه، لأنه أسهل من مواجهة مشاعر الحزن أو الخوف.

ونسأل أنفسنا: هل حقًّا فرص الفرح نادرة؟ أم نحن الذين جعلناها نادرة بمخاوفنا من القادم دائمًا؟ إن الفرح لا يأتي بمواعيد، وأحيانًا يمكن أن ينبثق من مكان غير متوقع، حتى من أصغر الأشياء. قد نضحك على أنفسنا لأننا افتقدنا رؤية التفاؤل وأصبحنا نرى أن الحياة ليست إلا سلسلة من الحزن والألم، لكن إذا أمعنا النظر في كل ما حولنا، يمكن أن نرى فيه ما يسر حتى إذا كان ندرًا.

مع ذلك أقول إن الضحك يكون الحيلة الوحيدة للظهور كما لو أننا بخير، حتى عندما نكون محاطين بالأحزان. هو نوع من الحماية، ليس فقط أمام الآخرين، بل أمام أنفسنا أيضًا، حتى لا يرانا الآخرون محاطين بالكآبة، فيجعلنا نرتدي "قناع الفرح"، مع أنَّ خلفه تلال الهموم التي تجعل الحياة صعبة.

مع ذلك، فإن الضحك ليس مهربًا، لكنه وسيلة من وسائل التوازن المطلوب في الحياة، حتى لو للحظة؛ لأن اللحظات العابرة من الضحك والاندماج مع الآخرين هي الطريقة المثلى لتذكير أنفسنا بأننا أكثر من مجرد أحزاننا. نحن قادرون على الفرح، حتى وإن كان للحظة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة