خاطرة "سامحك الله يا زماني".. خواطر وجدانية

سامحك الله يا زماني يا من ابتليتني بالجراح ورغم عني رضيت بالجراح سامحك الله يا زماني.

قل لي متي يا زماني تذهب العذاب عني بعيدًا، يا زمان كثر فيه الخداع والانتقام وساد الغل والحسد بين أصدقائنا ومحبينا، وأصبح الحب شيئًا رمزيًّا تحصل عليه في نهاية يومك، على أي حال من الأحوال سواء كانت علاقة حميمية أو حتى في الأحلام، عندما تحلم بالحوريات فتفيق وأنت مهموم، لماذا لم أمت وسطهن، على أن أعيش في الدنيا مع آلامي.

تعطلت كتابتي لثوانٍ فطرقت أتأمل وأنظر لما أعتبره كتابتي وإلهامًا شيطانيًّا لي، وفكرت قليلًا هل أنا حقيقي؟ أم نائم وليس لي أن أستيقظ بعد الموت وتذكرت هذا البيت من الشعر.

  الموت صحو والحياة غفلة * ونحن بين ذاك وذاك نيام

أمعنت في التفكير أكثر، ماذا كنا قبل أن نخلق؟ فأمعنت في البيت الصوفي

ألا رفاق الصبر من قبل خلق البشر * حيث لا كيف ولا أين ولا قيد صور

ثم تابعت أفكاري

أين كان الحب أول ما ظهر * سحر لحظ أم عن الغيب صدر

قيل كان الحب من قبل خلق * البـــــــــــــــــــــــــــشـــــــر

ذهبت إلى أبيات جرير مغازلًا أم عمر

يا أم عمر كفى بالحب ما كانا...

ثم طفقت أنظر إلى قوله

إن العيون التي في طرفها حور  قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

إلى أن بدا الفراق...

أقف الآن على لحظات فارقة بيني وبين موتي، عمارة شاهقة الارتفاع، أقف في الدور الثلاثين ناظرًا بسخرية إلى الحشرات، التي أراها، من تحت نظراتي أنين وغيرة وحسد، كم أتمنى أن أكون مثلهم، لي هم في الدنيا ولي صديق يضايقني بكلماته السخيفة أو زوجة تزعق باسمي طول الوقت بصريخ أشبه بصوت "كلاكس" السيارة.

أرسل كلماتي التي أكتبها عليها اسمي ورقم تليفوني وشكواي التي أكتبها لكم.

لا أحد يهمه أمري، أنا من قفلت في وجهه الأبواب، أنا أمير ذل هذه الدنيا، بعد احتراق شقتي وقتل أبي وأمي وإخوتي، وذهاب شطر كبير من جسدي مشوهًا من أثر النيران.

أقف لأتأمل في لحظات الدنيا بحالها.

قفزت من كثرة استفزاز نفسي لي ومن استفزاز البشر لي، ومن كثرة آلامي النفسية قفزت.

يا إلهي إني قادم إليك، إني على استعداد لأن تعذبي بالنار التي اكتويت بها في الدنيا، يا إلهي امنحني نفسين، أولاهما أقول فيها إني أحمدك على كل شيء، والثانية أقول إنني أشهد أنه لا إله إلا أنت. 

ومات الرجل الحزين الباكي * مات وتوقفت الحياه تنظر إليه

يا ابن ادم خلقت من التراب وإلى التراب تعود

تأملات في بكاء عازف الناي

في صبح جديد سرى في غلاف الأرض الجوي وعلى مقربة من بيت فقير مبني بالطوب النيء يعزف رجل في أوائل الأربعين على عود من قصب مجوف.

بكاء الناي أدمى قلبي فجلست بجانبه أسمع ما يقول نايه الذي صنعه بنفسه

تأملت الحياه كم أنا سعيد كم أنا مشهور كم أنا مبتهج، ولكن شق سمعي هذا البكاء، وكاد يقتلني دمعًا لولا أنه توقف عندما أحس بأحد يجلس بجانبه.

تعرفت عليه وذكر لي اسمه وذكرت له اسمي وصرنا أصدقاء وتسامرنا ببعض الكلام الذي لا يصدر إلا عن أشخاص فهموا الدنيا على حقيقتها.

عندها ذكرت له البيت من الشعر

واعمل إلى دار غدٍ رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها

فقال

حصباؤها اللؤلؤ والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها

وافترقت عنه وذهبت لداري لأكتب كلماتي وأنا كل علامات الحزن على وجهي، بعد تذكري زوجتي أقصد طليقتي بزواجها أحدًا غيري.

لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ

يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ

وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ

الأمل والسراب

عندما يمشي الأعرابي في الصحراء يرى من بعيد الماء والواحة، ولكنه في قرارة نفسه مدرك إدراكًا تامًّا أن ذلك محض سراب، تغطية شكوك جهلة، هل هذا من فعل الشيطان، أم أنه من فعل الحرارة الشديدة.

هكذا أنا، يحدث معي مثل ما يحث مع الرجل العربي في الصحراء، أراكِ كالسراب في حياتي ولا أرى غيرك أمامي، فأنتِ كل النساء وأنا كل الرجال، حينما أرى سرابكِ يهيأ لي أنه أنت، ولكن عندما أخلو بنفسي أتذكر أنه من المستحيل أن أراكِ مجددًا، إنك مع رجل آخر الآن وأنا وحدي أعاني الألم والوحدة والمرارة والضيق والتشاؤم والحزن والهم.

هكذا أنا سائر في صحاري الوحدة أقاسي شوك الألم وأتجرع عطش الضيق وأخاف أن يأكلني التشاؤم وينهشني الحزن والهم والوهم.

الفراق

مولاي لا تقتلني فأنا وحيد في حبها أرى شر الحياة وشر الناس الذين يعيشون فيها

إن حياتي بدون الحب أنات * وفي الأقدار الحب ويلات

فكم للــــــــمرء من عثرات * وكم في زماننا من هـــنات

إن حنيني إليك والنداءات * تزلزل أركاني بالعبارات

أي حبيبتي... أقصد يا من كنتِ لي وأنا لكِ كم تمنيتك وكم تمنيتني

والآن أنا في طريق وأنت في طريق

أنتِ الآن مع غيري بعد أن كنتِ لي، أعيش على ذكراكِ وأتألم ألف ألف ألم كلما عشت في دنيانا القديمة من رسائل وقبلات وأوهام، كنت أعيش عليها وأعصف بها في ذهن الغد الذي أصبح في ذكراك أمسًا مليئًا بالويل والحزن والشك والتمني والغمغمة في وجه السماء، متمنيًا داعيًا متوليًا مواليًا لا أدري هل أناجي وأصلي أم ألبي داعيًا

أنتِ الهيام وأنا الطير الجريح الشاكي
جئت أشكو إليك وأبث صدى أشواقي
فلتنظري إليَّ أنا الطير الحزين الباكي
فلتسألي كل جريح ولتسألي الأشواك
ولتسألي السكارى ولتسألي العشاق 
أنا بحر زاخر بلآلئ الضر أنا المشتاق
كيف الحنين إلى شاطئ المحب الباكي
كيف لك أن تهجري قلبي مات لولاك
أنت نور قلبي أنت قلبي أنا سيد العشاق
ذري الهجر العابث بالأشواق وهلم للمشتاق

أفكر كل مرة أراكِ فيها أنني فقدتك وأنكِ كنتِ لي وأنا كنت لكِ ولكن القدر فرقنا، وأحقد كثيرًا على خطوات القدر وأتنكر لنفسي الحاقدة وأعبث في نظراتي نحو الحياة وأتألم كل مرة أرى فيها حياتي بدون رؤيتك تملؤها.

هلَّا يا حبيب القلب هديتني كيف السبيل إلى النجاة فدلني
عويل قلبي المفقود تحت تراب حبك ذلني 
عانيت أسر زنزانة الحب أسير حبك أنا هلَّا خلصتني
يا ليتني قد طويت أحزاني يا ليتك قد نصحتني أو كلمتني
يا خليلي هلا عذرتني دعني أناجيك من الآن لا نوم هني
أكاد في صحوي أراك ولا أراك وفي عيني نور جلي
يكاد سمعي يصم من كثرة اللا كلام وأنا في صبر ضني 
هلَّا داويت يا طبيب الجن قلبي من آهات ووجد شقي
هلَّا ناغيت فمي بكلمات عذب زلال وأنا منك كطفل صبي
هلَّا خاطبت رجولتي في قلبي وأنا مشمر ساعدي كشاب فتي
هّلَا هديتني إلى مكانك هلّا أرشدتني مثل مرشد لمثل شيخ قد عمي
على رسلك يا حبيب القلب أنا صريعك آه آه هلَّا خاطبتني 

هل يا ترى تتذكريني وتتذكري هجرك بعد حنيني
بكل قسوة ودعتني وأنكرتِ إخلاصي آه من شجوني!
هل يا تري تذكري الأيام الخوالي التي طالما كنتِ فيها ببالي
وكنت أنا ببالك وأنتِ الآن في خيالي الآن وقلبي أبدًا ليس بسالي
هلَّا ساعدتني في التسلق وصولًا لصرحك العالي أنت أم أنا... من الجاني؟
هلَّا تذكرتِ آخر لقاء بيني وبينك كيف كان؟
رجعتِ إليَّ وأخرجتني من نار الأحزان
من الجاني من هو هل من كلام عن الجاني؟
هلَّا تركتني أعبر عن وجداني
حتى المعاني في سكوتي وكلامي
وصبري على آلامي
تمر الليالي 
وتبقين وحدك أنتِ في وجداني في فرحي وفي أحزاني
وأبقى أنا وحيدًا على قيثاري باسمك أعزف أنغامي
سرت شريدًا حتى إني قد حزن علي أقراني وكادني شيطاني
هكذا قد كنتِ في أحلامي
ولا أزال أعاني

كاتب ومحرر

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

رائع اطلع على كتابتي من فضلك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سبتمبر 22, 2023, 1:38 م

معادلات كاذبة: (معادلة التربية، معادلة رفاهية الحياة)
الإلح*اد.. قضية نفسية
التكنولوجيا و المرض النفسي
ظاهرة الكلام الأجوف
الرعب الوهمي

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 23, 2023, 5:58 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 23, 2023, 1:58 م - محمد أحمد سعيد غالب الشيباني
سبتمبر 23, 2023, 1:28 م - علاء الدين حاتم
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 11:04 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 22, 2023, 11:14 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 21, 2023, 2:11 م - محمد بخات
سبتمبر 21, 2023, 11:21 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 5:20 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 20, 2023, 12:56 م - مجانة يمينة
سبتمبر 20, 2023, 5:34 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 19, 2023, 6:09 م - ياسر عمر مصباحي
سبتمبر 19, 2023, 1:12 م - بومالة مليسا
سبتمبر 19, 2023, 8:07 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:30 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:11 ص - عزالعرب سلمان
سبتمبر 19, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 18, 2023, 5:28 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
سبتمبر 18, 2023, 4:01 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 18, 2023, 7:47 ص - سادين عمار يوسف
سبتمبر 17, 2023, 9:13 ص - مها عبدالمنعم عوض
سبتمبر 16, 2023, 4:04 م - عبد الله عبد المجيد طيفور
سبتمبر 16, 2023, 12:14 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
سبتمبر 16, 2023, 6:56 ص - رهف ابراهيم ياسين
سبتمبر 14, 2023, 7:27 م - محمود إبراهيم حفنى
سبتمبر 14, 2023, 7:03 م - زكريا عبده عمر عبده
سبتمبر 14, 2023, 11:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:53 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 6:16 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 12, 2023, 9:10 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 12, 2023, 8:36 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 12, 2023, 7:28 ص - شروق محمد العمري
سبتمبر 11, 2023, 6:11 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 11, 2023, 5:48 م - أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم
سبتمبر 11, 2023, 11:19 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 11:00 ص - البراء القاضي
سبتمبر 11, 2023, 9:35 ص - هاني ميلاد مامي
سبتمبر 11, 2023, 6:13 ص - ايمان مسعد الحربي
سبتمبر 10, 2023, 6:27 م - مصطفى ضياء
سبتمبر 10, 2023, 5:48 م - محمد بخات
سبتمبر 10, 2023, 4:24 م - جود معاذ الرفاعي
سبتمبر 10, 2023, 2:12 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 10, 2023, 11:47 ص - بوسلامة دعاء خولة
سبتمبر 10, 2023, 11:09 ص - رمضان سعيد احمد حامد
سبتمبر 10, 2023, 7:06 ص - ياسر حسين
سبتمبر 8, 2023, 12:08 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 1:56 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 12:06 م - عهد عهد العهد
سبتمبر 6, 2023, 6:29 م - سمر حسن العزايزه
سبتمبر 6, 2023, 10:37 ص - رزان عمر عبدالله الحاج
سبتمبر 6, 2023, 6:10 ص - عبدالعزيز مسعود ناصر مسعود الجرادي
نبذة عن الكاتب

كاتب ومحرر