(إن الغادر ينصب به لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان).
رأيت معالم الخيرات سدت دونها السبل، وكلما طال الألم واستشرى تذكرت رحمة الله فاصطبرت بها.
وإن من القلوب من تتعظ من تمتنع عن الأذى كل الأذى، ومنها من تكف الأذى ظاهريًا؛ ولكنها لا تنكره، هي فقط تذكي النار وتفسح له المجال ليزداد اشتعالاً..
لا بأس يا رفاق، فأنا أعلم إنه -لصحفي- العجز عن الكتابة أمر مخجل، ومن حقكم في (جريدة الرأي) أن تجدوا من (انفصالنا) موضوعًا لرأب صدع قريحتكم الأدبية المنهارة.
أساطيركم مكررة وأنصحكم في المقال التالي أن تأتوا بجديد، كما أن الحديث عن موضوع لم ولن يفيد الناس هو ضرب من الجنون.
ما يؤلمني حقًا أنها كانت تستعين بي لأكف عنها وشايتكم، والآن تستعين بكم وتشي بي!
يا للهذيان.. نير الخيانة يجذبها كغواية، يجعلها ترتكب في حق قلبي جروحا فادحة، وها هي الآن تكتب عني سطورًا لم أعتدها من قبل، أنا مثلكم تمامًا أتعرَّف إلى جانبي المظلم معكم.
وعلى أي حال يا رفاق جانبي المظلم يرحب بكم دائمًا، ويقول لكم مبارك لكم أينما حللتم.
سحقا للبراءة، لقصص علمتنا أن العالم تسامح في تسامح، وأن الأشرار مكانهم خارج المتن، أو أنهم مطروحين في أقصى الرواية.
لكأن هناك فصل أخير في الرواية لم يكتمل..
لذا سأرد مثلكم بالفصل الأخير، بأحمال كل بها عضدي، وشقيت بها.
سأرد بموضوع أسميته (غدرة سالومي).
يدخل أحدهم: موعد الحوار الصحفي.
يتأهب لسرد ما قد كان، ينظر لما كتب، لنفسه قائلاً: ما حدث خارج جدران القلب، لا يستحق حضوره.
يفكر بتعديل العنوان، لا بل سأمحوه مثلما كتبته...
ينظرون إليه بتعجب بعد أن تركهم وغادر، يناظرهم قائلاً: "لن أبدل الحب جحيمًا، ودا كان ما كنت لأنتزعه، حتى لو كان أحدهم للتو قد دك حصونه".
-يقول أحدهم: لكنها تحدثت عنك ولديك حق الرد.
يقطع أوراقًا كان قد أعدها للحوار، يتناثر أجزاء منها بالهواء يرف المكان صمت، يمضي للخارج غير مكترث بهم.
تستقر بالأرض قطعة ورق حوافها مدببة مثل حافة سكين، مكتوب بها (غدرة سالومي) ويمضي..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.