خاطرة "سالومي حضور آخر "..ج2 خواطر وجدانية

للواقع دبيب يجبرك على استماعه والإنصات له، وللرؤى ألف عين وللحقيقة صوت واحد.

وإن غابت وإن توارت بالمغيب، إن تزاحمت الصور المصطنعة والوجوه المعادة المدورة المبتهجة بك صدقًا أو كذبًا، ستفاجئك حضورها، قبل أن تتمادى يا فقير بتصديق الوهم، وتصديق ظاهر الأشياء.

اقبض على يدي، ويعتصر قلبي ألمًا، ويكاد يتكسر القلم بيدي، وأنا أتذكر دبيب الخيانة الأولى بطعم الصوت الرخيم، والبسمة الدافئة، والقلب الملائكي الودود.

سالومي وهذا الحضور الآخر!

لماذا لا يحسن المرء التعلم من التجارب، ولماذا يصدق هذا الوهم الجلي، ولماذا تفاجئه دومًا الصور والوجوه رغم أنه في قرارة قلبه يعلم أنها عبرت مئات الفلاتر وآلاف الأقنعة لتبدو بهذا الشكل الودود؟!

إنسان القرن الواحد والعشرين ممتحن بالوجود، مختبر بالحرف والألم، يعبر المقنعون على قلبه، كطالب عليه أن يميِّز آلاف الوجوه لكي يجتاز اختباره.

يحاصر وهمًا جاثيًا فينكب باحثًا عن قلب لم يعتمه زيف الحياة، يفتش عنه ولا يكاد يبين، وما زال يفتش عنه بين آلاف الصور.

يحدث هذا حتى تعتريك سكرة الحقيقة، وتنتشلك من الوهم المقيم، فلا تنفصم عنها وتعلنك في تلك اللحظة وقد تملكتك وأفنتك بها كوليد آتى للتو من رحم المستحيل.

حينها لا تحزن فالدنيا ليست بشيء، لا نحلم بمجد مؤجل، فالقادم لا يعلمه إلا الله، وفي الجعبة ليس لنا شيء يخبرنا حتى بأنصاف الكلمات، ولو حتى بالإشارات عنه، ويربت على حلمنا المستحيل، ولكننا نثق بالله ونؤمن بحضوره رغم كل التحديات.

سالومي...

هذا الحب الأول، قد غادر عالمي.

يوجد حكمة تقول الغائب عنك حاضر في مكان آخر، أدعو الله أن يكون الحاضر أكثر بهجة وأمانًا منك حين كنت بجانبي كما يقولون كتفا بكتف.

كنت تغارين ودائمًا ما ترددين رجلي على رجلك وصدقت فيك القلب ولكنني لم أصدق هاجس الخيانة الذي كان يراودني دائمًا كضيف ثقيل.

سالومي.. طردت كل أطياف التحذير، وخاصمت فيك الأقران، وطاوعت قلبي ولم أنصت إلى أحد..

حتى أتاني خبر صدق فيه حدسي وما كنت أتمناه، خبيئة داخلي أنظرها ولا أفتح صندوقها، حتى أزاحت رياح الوقت خباياه.

أهذا هو الغدر يا سالومي؟

وقع خطواته تعلنه رغمًا عنك وعني.

هذا الضجيج الصاخب يعلن ما كنت أخشاه.

يتبع..

نحن من تحملنا الكلمات وتضيق بنا الدنيا. وتقبض عنا عمداً أياد فيحمل الله قلوبنا على أجنحة الملائكة .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
يونيو 6, 2023, 11:00 ص - إبراهيم عبد المجيد
يونيو 6, 2023, 8:30 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
يونيو 6, 2023, 8:01 ص - وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
يونيو 5, 2023, 8:21 م - مجانة يمينة
يونيو 5, 2023, 6:05 م - عايدة عمار فرحات
يونيو 4, 2023, 12:03 م - زبيدة محمد علي شعب
يونيو 4, 2023, 8:48 ص - لطيفة محمد خالد
يونيو 3, 2023, 5:50 م - رايا بهاء الدين البيك
يونيو 3, 2023, 5:38 م - أميرة محمد المحيميد
يونيو 3, 2023, 5:27 م - محمد عبد القادر نوفل
يونيو 3, 2023, 12:31 م - هاني حمدي عبدالفتاح
يونيو 3, 2023, 12:19 م - أميرة أبو ماضي
يونيو 3, 2023, 9:37 ص - سلطان الوادعي
يونيو 2, 2023, 6:28 م - أميرة أبو ماضي
يونيو 1, 2023, 8:46 ص - عايدة عمار فرحات
مايو 31, 2023, 1:53 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
مايو 31, 2023, 10:26 ص - هاني حمدي عبدالفتاح
مايو 31, 2023, 8:29 ص - أميرة أبو ماضي
مايو 30, 2023, 8:46 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 29, 2023, 11:19 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 29, 2023, 10:53 ص - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 29, 2023, 9:20 ص - ايمان عمر المصري
مايو 29, 2023, 8:26 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 29, 2023, 8:01 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 28, 2023, 7:53 م - وليد فتح الله صادق احمد
مايو 28, 2023, 2:19 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 28, 2023, 12:25 م - اروى عماد شحادة
مايو 28, 2023, 8:06 ص - محمد عبدالكريم قاسم مصلح
مايو 27, 2023, 8:47 م - سيرين حسين سعيد
مايو 26, 2023, 7:22 م - عصام أحمد عبدالله عياد
مايو 26, 2023, 11:24 ص - أميرة محمد المحيميد
مايو 26, 2023, 10:39 ص - يارا فائز يونس
مايو 25, 2023, 12:55 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 25, 2023, 9:26 ص - رشا يوسف علي
مايو 25, 2023, 7:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 25, 2023, 7:13 ص - محمديزن الياسين
مايو 24, 2023, 8:11 م - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 24, 2023, 3:02 م - محمد أمين العجيلي
مايو 24, 2023, 2:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 11:13 ص - اسماعيل الخضر
مايو 24, 2023, 10:25 ص - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 9:47 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 23, 2023, 12:27 م - اسماعيل الخضر
مايو 23, 2023, 11:54 ص - محمد العيادي
مايو 23, 2023, 9:17 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 23, 2023, 7:57 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 22, 2023, 8:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 22, 2023, 8:39 ص - عبدالشافى هلال
مايو 21, 2023, 11:53 ص - محمد بخات
مايو 21, 2023, 11:41 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 21, 2023, 9:30 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 8:29 ص - مني حسن عبد الرسول
مايو 21, 2023, 7:57 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 7:50 ص - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:15 م - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:07 م - عايدة عمار فرحات
مايو 20, 2023, 2:33 م - ياسر عبدالحميد محمود سلطان
مايو 20, 2023, 9:36 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 20, 2023, 8:27 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 19, 2023, 9:11 م - محمد الحقاوي
مايو 19, 2023, 8:20 م - شيرين زين العابدين
مايو 19, 2023, 7:42 م - عبدالمجيد ايت اباعمر
نبذة عن الكاتب

نحن من تحملنا الكلمات وتضيق بنا الدنيا. وتقبض عنا عمداً أياد فيحمل الله قلوبنا على أجنحة الملائكة .