خاطرة "رواج التوافه أفسد القيم".. خواطر وجدانية

راجت التوافه وعمت السذاجة وهرع إليها غالبية فئات المجتمع.. منهم من اختارها عنوة وقصدها بإرادته وكان له من ذلك مآرب، وأقبل إليها آخرون ليكون لهم مكان في المحيط الذي عجزوا عن تأكيد ذواتهم فيه، أو ليجدوا لهم مدخلًا يداخلون به من لم يقبلهم.

ويوجد من اتجه إلى تلك السذاجات محاولًا الخروج من واقعه الذي لم يعرف كيف يعيشه مدعيًا بذلك أنه يترفه قليلًا لينطلق، وهو لا يعلم بأن ما اختاره للترفيه ونقطة الانطلاق ما إلا طين لازب، نزل إليه مسافرون ليرتاحوا من عناء رحلتهم، فهل سيجدي ذلك شيئًا؟ كلا بل سيزيدهم إرهاقًا وتيهًا.

وانجر وراءها بعض الأشخاص بطريقة غير إرادية، إذ تأثر بمن حوله ودخل في وبالها تدريجيًّا وأخذ يرتاد مواقعها ويتابع أهلها إلى أن أصبح رائدًا رسميًّا لها، وبهذا فهو جعل من تقليده وهرولته وراء القطيع نفسًا تافهة وهمة ساذجة.

واجتاحتنا السذاجة من كل جانب وراجت في كل محفل، وتزاحم الناس على مواقعها وتسابقوا على تبادل محتواها الرديء، وبهذا أصبحت ذات قيمة وجعل أصحابها شخصيات بارزة ورموزًا مهمة، من يجهلهم أو ينكر صنيعهم فهو متخلف ومتأخر عن العالم، أو قد يكون شخصًا متحيزًا متعصبًا يصعب العيش معه.

فها نحن اليوم بهذه الهرولة نحو التوافه والانجرار وراءها ندفع الثمن، إذ أهدرنا قيمنا وأضعنا مبادئنا وتجاهلنا ما نكمل به نقصنا ونجعل منه ذخرًا لنا، حتى أصبح القيِّم غريبًا بيننا، والجيد نكيرًا فينا، والمفيد ثقيلًا علينا، وجرت العادة بأن يُستثقل ما يستفاد منه، ويُنكر الجيد، ويُستغرب كل ما هو ذو قيمة وفائدة.

يا مجتمعاتنا السامية، يا أمتنا المجيدة، لماذا نبدل بالعلا التقهقر، وبالرقي التخلف؟ لماذا نجعل من فراغنا ثغرة يستخدمها أعداؤنا ضدنا؟ ألم يئن الأوان لنفيق من السكرة التي احتساها وعينا وأصابته بالثملة؟ أما يرى شبابنا بأن ما يمارس اليوم من التفاهة على برامج السوشيال ميديا وتسود محتوياتها، ما إلا سذاجات دخيلة علينا وليس من شيمنا العربية بأن نكترث لها، ولا من قيمنا بأن ننشغل بها، فضلًا على ترويجها أو مزاولتها؟

يجب أن نهجرها ونبتعد عنها، فإبدالها بما يخدم الأمة وينفع الفرد سيكون له تأثيره في الواقع، وسينتقل غالبية شبابنا من السلبيات في المتابعة والمشاركة إلى الإيجابيات منها.. سيستبدلون بالتافه ذا القيمة، وبالرديء العظيم، وبالحقير الجزيل، عندها سنبلغ الآفاق وسنحقق الغايات وسنستعيد المجد والمكانة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن