هكذا أسميها، رفيقة الروح هي صديقتي وحبيبتي وصدوقتي.. لقد صدَّقتني عندما كذبني الجميع، هي العوض من الله سبحانه وتعالى، ودائمًا أراها نعمة من نعم الله عليَّ.
نسمعُ مؤخرًا عن غدر الأصدقاء، وأن لا أمان لأحدٍ مهما كانت درجة قربه وحبه لك، ولا نسمع كثيرًا عن صديقٍ وفيّ أو عن رفيق يُعتمد عليه وكأن الخير نزع من القلوب! حتى ظننتُ أنني لن أثق بأحد أبدًا، فالجميع في موضع شك حتى جاءت هي إلى حياتي، لقد جاءت إلى حياة بائسة منطفئة يتجنبها الجميع، ويرون فيها كل شيء سيئ، هي من دلَّتني على الجمال الذي داخلي عندما رأته هي فيّ.
قد نواجه الكثير من المتاعب والآلام في الحياة لا سيما في وقتنا هذا، أرى أن جيل الألفينيَّات هذا قد رأى ما يكفي من تعب ومشقة وحزن وصدماتٍ وخذلان، وأن لكل منا طاقة تحمُّل، فما إن نفدت هذه الطاقة نبحث عمَّن يزوِّدنا بها.
البعض يحصل على هذه الطاقة من الأهل والآخر من الزوج أو الزوجة، لكن الكثير منا يحصل عليها في جلسة قصيرة مع صديق وفيٍّ، يحصل عليها من خبر مفرح من صديق، فأرى أن متاعب هذا الزمن لا تُمحى إلا بوجود صديق يهوِّن الطريق على صاحبه.
سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عند الهجرة إلى المدينة، هاجر مع الصديق الوفي والصاحب الوفي سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فكل الصعاب تزول بضحكة من هذا الصديق أو بكلمة منه أو بنظرة حنان منه.
عندي صديقة هي مكسبي من الدنيا ورفيقتي بها وأرجو من الله أن تكون رفيقتي في الجنة.
لكي يكسب الإنسان صديقًا لن يكون أمراً سهلاً، وليصل الإنسان إلى هذه الدرجة من القرب الروحي لشخصٍ ما لن يكون بهذه البساطة.
لكي يتصل إنسان بآخر، ويحدث هذا الاندماج بينهما، يأخذ وقتًا طويلاً واختبارات صبر كثيرة، وتحمل صعاب معًا كتف في كتف، ونقف في الأزمات معًا يدًا بيد، وليس هذا فقط؛ إذ يوجد الأهم وهو التفاهم والتماس الأعذار والظن الحسن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.