إنه يوم آخر بائس في حياتي ورغبتي في إيذاء نفسي، فمثلاً أريد قطع إصبعي أو إيذاء نفسي من الداخل، إذ يوجد الكثير من الضغوطات من ضمنها مديري المتنمر وحالتي ووحدتي، بالمناسبة مديري يصغرني بسنوات عدَّة ويراني سمينة، وعلَّق أنه يجب عليّ البدء في حمية غذائية، فهو لا يعلم أنني أحاول ولكن مع الأدوية التي أتناولها هيهات مع ضعفي والضغوطات التي أوجهها..
لطالما أحببتُ أن أعذب نفسي، حتى ما أشاهده على التلفاز يكون محتوى كئيبًا لا أعلم لماذا.. أتعلمون أن اليأس من أسوأ المشاعر التي قد يشعر بها الإنسان.
يا الله ارحمني، يكاد عقلي أن ينفجر، وتزداد آلام النفس الجسمانية التي لا أستطيع التعامل معها ولا تجاهلها ولا فهمها..
يا ليتني أستطيع أن أعود للحقبة التي كنت فيها محمية، الوقت الذي كنت فيه طفلة مدللة لا يرفض لها طلب، ولكن أتذكر أنني لم أكن تلك الطفلة السعيدة في دراستها أو في تعليمها أو في مدرستها، فقد كنتُ بنتًا ضعيفة خجولة لا أتحدث كثيرًا حتى إذا رغبت في شيء ككتاب من مدرستي لم أكن آخذه بسبب خوفي من التحدث مع المسؤولة..
لطالما كانت حياتي شاقة مسيطراً عليها القلق والتوتر.. في مدرستي الابتدائية التي قضيت فيها 5 سنوات، التقيت أول صديقة لي، لم أكن أعلم حينها ما هي الصداقة، ولا أنه يجب أن تكون هناك حدود، فكنت الصديقة التي تحمي أو التي تؤدي دور الحامي في حياتها، أما هي فأشك الآن رغم تأخر الفكرة أنها أحبتني ولو لحظة واحدة..
فقد كانت أيضًا تتنمر عليّ في مذكراتها، أعلم أنها قالت لي ألا أقرأها ونحن في المدرسة الإعدادية، ولكن فضولي وطفولتي كانت أقوى من أن أستمع إليها، فبسبب ضخامتي التي كانت ظاهرة منذ نعومة أظافري اتهمتُ زورًا من قبل زميلة لي بالتسبب بكسر ذراعها..
وأيضًا في إحدى المرات ضُرِبت من قبل مدرس الألعاب في طابور الصباح، نعم لقد كان الضرب سهلاً ولكن حينها كان أبي رحمه الله موجودًا كأسد يزأر، ليعلم ذلك الأستاذ درسًا بالكلمات فقط، لم يكن ليتعلمه ذلك الأستاذ لولا ما حصل..
فقد كانت شخصية أبي قوية، مثابرة، غير متذمرة، محاربة، صدقوني إذا قلت لكم أنه أقرب إلى الشخصيات الكاملة الخيالية، ولكنه حقيقة مطلقة كانت تحيا معي.
أريد حقًا أن أشكره، ويا ليت الزمن يعود فأكمل حياتي مع ذلك الإنسان المتفرد النقي الذي لم ولن تسع كلمات العالم كله في وصف صفة واحدة من صفاته وحبه وعطفه وتكرمه الجزيل.
ففي يوم من الأيام قبل وفاته، كنتُ دائمًا أعدّه صديقًا وأخًا وليس أبًا، فقط استعرضتُ له ما مررت به من الألم خلال رحلة تعليمي من المدرسة الابتدائية إلى المعهد، فرأيت عينيه وقد طغى عليهما الحزن، كأنه يقول يا ليتني أحمل ألمك يا صغيرتي، وأيضًا دعمه لي، فكان دائمًا يريد أن يراني في أبهى صورة.. إنك حقًا أيقونة للأبوة يا أبي العزيز الحمد لله..
مايو 24, 2023, 3:04 م
جميل جدا بالتوفيق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.