خاطرة "رشفة من المال".. خاطرة اجتماعية

مقدمة للأثرياء المستقبليين 

ما معنى الغنى بالنسبة لك؟ ولماذا تريد أن تصبح غنيًا أو ثريًا؟

عليك أن تجهز خيالك لتستطيع رؤية الصور تاليًا...

لكل شخص أهدافه وراء ذلك ولا تكذب على نفسك بقول العكس فلا يرد إنسان عاقل على الرزق بالرفض وما الأشياء التي تفعلها متجهًا نحو ذلك الاتجاه؟

تعلمت درسًا من الكاتب روبرت كيوساكي حين ذكر في كتاب الأب الغني والأب الفقير حين قال (الأثرياء لا يعملون من أجل المال بل المال يعمل من أجلهم) وحينها اتضحت تلك الفكرة لدي وعرفت حقيقة الغنى والفقر فإن الفقراء ومتوسطي الحال مهما كثرت أموالهم يبقون على حالهم ما لم يغيروا من طريقة تفكيرهم تجاه المال.

وذلك لأنهم يبحثون عن المال مباشرة ويريدون استثمار المال وهذا شيء صحيح ولكنه ليس مستقرًا

وعلى الجانب الآخر يستخدم الأثرياء عقولهم وأفكارهم ليستثمروها.

تمهيد للأفكار

بداية عليك أن تفكر في السنين العشرة القادمة ومالذي سيحدث إن استمرت فيها على نفس الحال الذي قضيته في الشهور العشرة السابقة.

بكل وضوح.. يا محب القراءة استطعت أن تقرأ حتى هذا الجزء.. عمل ممتاز 

هذا صحيح أني سوف أستفيد عندما تقرأ هذا المقال ولكنك مستفيد أكثر إن استخرجت الفكرة التي أريد إيصالها إليك.

أتعلم؟ الوقت الذي أقوم فيه بكتاباتي هذه من أهم أوقات حياتي وستعرف لماذا.

لنعد إلى موضوعنا الأساسي.. إذا كنت في الشهور السابقة تعاني من ديون مثلًا فتوقع الديون في السنين التالية وإن كنت لا تستطيع شراء شيء أحببته فتوقع ألّا تستطيع شراء شيء تحبه تاليًا إلخ..

عليك أن تفكر بل يجب عليك أن تفكر في المستقبل القريب كان أو البعيد.. يجب عليك أن تصحو للواقع وأن تستخدم عقلك الواعي.

تلوين القصة 

القصة خيالية وتتحدث عن شخصيتين في مدينة اسمها طوكوم الأول اسمه فيز والثاني اسمه كيمان..

كلاهما يعملان في مكان واحد وكلاهما لم يكن راضيًا عن راتبه.. 

فكر كيمان في طريقة يعدل فيها هذا الوضع وفي يوم من الأيام وجد عرضًا للعمل من صديق له من الطفولة اسمه دانون الذي ولد وسط أسرة غنية كان الراتب ضعف راتبه في مكان عمله الأول، ولكن الموضوع كان يختلف لأن العمل الجديد كان يومًا واحدًا في الأسبوع وهو يعمل ستة أيام أسبوعيًّا لم يصدق كيمان هذه الفرصة وكان يفكر في الوقت الذي سيتوفر له عندما يعمل مع دانون..

لحظات قليلة فقط ذهبت به إلى عالم آخر حتى سأله دانون مجددًا.. ماذا تقول يا كيمان؟ ما رأيك؟ 

شعر كيمان بالإحراج وقال له: سوف أفكر في الموضوع..

فرد عليه دانون قائلًا: خذ ما تشاء من الوقت أنا بانتظارك..

كان كيمان يفكر مطولًا في هذا العرض المغري ويقول في نفسه: إن الحظ حالفه، ولكنه كان يشعر بأن هناك فخًّا في الموضوع، وتذكر الأيام التي كان يعيشها قبل أن يعمل وفرحته بفرصة العمل التي وجدها في المرة الأولى، وترك التفكير حتى يلتقي دانون في الأسبوع القادم.. 

بعد العمل خرج كيمان مع فيز لشرب القهوة فطلب كل واحد كوب القهوة المعتاد الذي يشربه.. 

كان كيمان يتأمل كوب القهوة مطولًا فسأله فيز عمّا يدور في رأسه..

قال كيمان: كثير يا رجل كثير.. بوجه خالٍ من التعابير..

ماذا تريد أن تفعل يا فيز في السنين القادمة؟

فيز: أريد أن أصبح غنيًّا وأنت؟

كيمان: وأنا كذلك ولكن لماذا تريد أن تصبح غنيًّا؟ 

فيز: شيء بسيط يا كيمان وهو أن أستمتع بوقتي مع زوجتي وأطفالي وأن أستطيع تلبية طلباتهم. 

كيمان: أتعلم؟ كنت مع دانون صديقي الذي أخبرك عنه وقد عرض على عمل براتب ... إلخ.

فيز: هل أنت مجنون؟ لماذا لم تقبل؟  ماذا لو غير رأيه؟ 

وكانت تدور في رأسه كثير من الأسئلة ويقول: إن الفرصة تأتي مرة واحد ويجب أن تستغلها في نفس اللحظة وقال له أتذكر حين عملنا في هذه الشركة المرموقة؟ ماذا كان سيحدث لو كنا قد تأخرنا وعمل شخص آخر مكاننا.. 

كيمان: كنا سنجد طريقة أخرى للتطور.. وأريد الآن كيفية تمكنني من أن أصبح مستقلًّا لا أعمل لدى أحد واجني المال من مشروعاتي. 

فيز: ومن أين تأتي بالمال؟ اترك هذا التفكير واستغل الفرصة حتى تجني المال وتصنع عملك ثم اترك العمل مع هؤلاء الأشخاص.. 

هنالك فرق كبير بين فيز وكيمان فإن فيز يريد استغلال الفرص الواضحة وكيمان يرى فرصة أخرى لكنها ليست واضحة للأشخاص العايديين..

بعد أيام عدة 

التقى فيز وكيمان وقرر فيز أن يعمل مع دانون وفعلًا بدأ بالعمل وظل كيمان في نفس العمل ونفس الراتب ويقوم بالعادات اليومية، وبالتأكيد مع كوب القهوة اليومي فهو عاشق للقهوة التي كان يشربها..

ولكن لم يكن يشرب القهوة مع فيز لأن فيز بدأ باستثمار كل شيء في حياته حتى كوب القهوة ووقته الذي أصبح ثمينًا جدًّا له؛ لأنه لم يعد يملك يوم إجازة أسبوعي للبقاء مع عائلته كان يخرج من العمل، ويذهب إلى المنزل مباشرة ويبقى مع العائلة حتى ينام وكذلك في باقي الأيام، ولم يكن يتواصل مع كيمان في تلك المدة وبطبيعة العمل الذي يعملانه لم يكن بينهما تواصل في أثناء العمل وبالكاد قد يرى بعضهما بعضًا..

وبعد أشهر عدة ترك فيز عمله الأول وأصبح يعمل يومًا واحدًا فقط في الأسبوع ولم يعد لرؤية كيمان أو مكان العمل؛ لأنه قد كره ذلك المكان ولم يكن وضع الصداقة بينه وبين كيمان جيدًا بعد آخر لقاء بعد النقاش الذي دار بينهما حول وجهات نظريهما عن الحياة.

بعد أربع سنوات وبضعة أشهر

من جهة كيمان الذي ترك العمل بعد مشكلة حصلت بينه وبين الإدارة وغير سكنه إلى مدينة مجاورة عاد من جديد إلى طوكوم لزيارة المدينة التي كان يعيشها فيها، وعندما مر بالمكان الذي كان يشرب فيه القهوة مع فيز تذكر الأيام الجميلة واللحظات التي كانت تصبره على العمل القديم في مكان عملهم الأول وجلس طالبًا كوب القهوة الذي اعتاد عليه وصدفة دخل فيز مع عائلته باطلالة جميلة وأول مرة رأى كيمان فيز مع عائلته يخرجون مع بعضهم..

حينها لم يكن يعلم كيمان وفيز شيئًا عن الحياة الموازية للآخر..

تقابل فيز وكيمان بعدة مدة طويلة، وقد كان لكل منهما الكثير ليقوله للآخر وكيف جرت سنينهم الأخيرة.

باختصار شديد عن كل واحد 

فيز: تركت العمل في يوم كذا وبقيت مع دانون حتى اليوم واستثمرت كذا وكذا وأنا الآن هنا مع عائلتي والوقت الذي أريده وأصبح راتبي كذا، وهو أفضل ثلاث مرات من عملنا الأول، وهذه سيارتي التي اشتريتها في الخارج وهذه الساعة وهذا الحذاء و... إلخ.

كان كيمان يتميز بقلة الكلام دائمًا وكانت شخصيته قوية ولديه أحلام بعييييدة حرفيًا بعيدة.

كيمان: هل وصلت إلى الحياة التي ترغب فيها؟ 

فيز: نعم، وأنت؟ 

كيمان: نعم وصلت 

فيز: وماذا تعمل الآن؟

كيمان: لا أعمل.

فيز رد وبضحكة ساخرة: هل هذا هو ما كنت تريده؟

كيمان: نعم، كنت أريد أن أعمل في عملي الخاص والآن لا أريد أن أعمل.

فيز: هل أنت جاد يا رجل؟ ومنذ متى لا تعمل؟

كيمان: منذ ثلاثة سنوات. 

فيز: هههههههه بالتأكيد تمزح، أراك تلبس ملابس راقية وتطلب قهوتك اللذيذة وأنت بهيئة ثقة وتقول لا أعمل؟ بالتأكيد تعمل وعلى فكرة إن كنت قد أصبحت مديرًا في أحد الشركات، فأنت مثلي فقد أصبحت مديرًا مع دانون وأشرف على العمل كله من الألف إلى الياء.

كيمان: أما أنا فهناك من يعمل مديرًا بدلًا عني ولدي كامل الوقت في حياتي وأصبح المال يعمل من أجلي، ولا أعمل من أجل المال (مقولة روبرت كيوساكي). 

فيز: أعلمني كيف وصلت إلى ما أنت عليه؟

كيمان: الفرق بيننا كالتالي.. استخدمت عقلي واستخدمت بدنك وطاقتك وبعت مهاراتي وبعت وقتك، واستثمرت عقلي وأفكاري واستثمرت مالك.

تعال لزيارتي لأعلمك عن طريقتي التي جنيت بها المال وهذه هي رشفة مال ستحصل عليه هدية مني إليك يا صديقي وعليك بالباقي..

كيمان: ماذا تعلمت فيز؟

فيز: لقد تسرعت في حياتي وأنت وثقت في عمل ما تحب ولم تكن تعير همًّا للخوف من الفشل. 

كيمان: نعم؛ لأن ما أحلم به لي أهم وأجمل شيء ولا أريد البقاء بعيدًا عنه بسبب خوف أو مشاعر.

وهي الخوف من الفشل والمشاعر كشعوري بالسعادة عندما كدت أقع في الفخ الذي كان سيلهيني من رشفة المال الخاصة بي.

فيز: أي فخ؟ 

كيمان: عرض دانون كان لي فخًّا.. وانتبهت له بسبب الفرق الشاسع بينه وبين عملي الأول، وهذا ما جعلني أفكر في أيامي منذ الولادة.. حيث كنت أدرس لأتعلم وأتعلم لأعمل وأعمل بجد لأرتقي في عملي لأصل لمرتب يريحني، ولا أخرج من هذا الخط خوفًا من الإفلاس والفقر.. هذا إن درست الماضي.

وإن درست المستقبل وضعت أسوأ شيء يمكن أن أخاف من حدوثه لما أحب وفكرت في وفاتي في نفس اليوم ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ أو الشهر التالي؟ ستكون عائلتي وحيدة وستعمل زوجتي لتؤمن الحياة لأبنائنا، وسيكبر إني ويعمل من أجل إخوته وسيذوق كل فرد منهم مرارة الوظيفة وضعف المرتب الذي مررت به.. وهذا كان دافعًا أساسيًّا لي لتطوير نفسي.. والآن لا أظن أن أحد أبنائي مضطر للعمل من أجل المال حتى إن أفلس أحدهم سيبحث عن طريقة يجعل فيها المال يتدفق ليعود إليه أضعافًا دون أن يعمل، وهذا ما كنت أحاول إيصاله إليك سابقًا لكنك أغلقت عقلك ركضًا خلف المال والخوف والمشاعر.

فيز: لكن.. لا، كلامك صحيح حينها لم أفكر سوى في دخل أكبر.

كيمان: كم ستدفع لي مقابل رشفة المال التي وجدتها مني؟

فيز : لا أستطيع الدفع يا كيمان هههههههههه.

نهاية القصة

حتى الآن لا يعلم أحد ماذا حدث بعد ذلك ولكن كلا منهما أدرك طريق الثراء لو مبكرًا أو متأخرًا.. وأنت يا محب القراءة ؟ هل أدركت ؟ 

ثمن رشفة المال الخاصة بي

ما الثمن الذي تستحقه هذه الرشفة؟ 

شاركها مع من تحب أن تفيده.. ولا تنسى أن تبحث عن رشفة المال الخاصة بك.. 

هذا المقال جزء من رشفة المال الخاصة بي وهذا السبب الذي جعلني أقول لك أن وقتي الضائع في هذا المقال ثمين لي لأني أفعل فيه ما أحب في طريق الثراء..

إن نجح فجميل النجاح وإن فشل حاولت مجددًا حتى أنجح وشكرًا للقراءة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

بل الرائع حبك للقراءة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة