خاطرة "رسالتي إليك يا معلم".. خواطر وجدانية

بينما كان الرجال في سير نحو السعادة، فالسعادة في سير نحو شخصيتك، التي تبني لها رجالًا سعداء ونساء سعيدات، وتكون لها أفراد المجتمع بشتى مهنهم ومختلف وظائفهم، فأي شرف أعلى من هذا الشرف، وأي نعمة أجل من تلكم التي تجعل القلوب يوم افتتاح المدارس، تتطلع إلى كفاءتكم، وتتفكر في نزاهتكم، وإن أعابتكم يومًا بجهالة، وسبتكم بغفلة؛ لأنك صاحب أغلى وديعتها الغالية، ودرتها الثمينة، وفلذتها النفيسة، وأود حياتها للمستقبل، وامتداد روحها عند غيابها، فأي وديعة أجدر بعناية وأحق من رعاية منها.

أيها المعلم فإن أشرف المهن قد اجتمعت في شخصيتك، فإنك طبيب بمعناه الأعظم، فأنت تعالج الأمراض التي لا تصل إليها أيدي الأطباء، فأي مرض أعظم من الجهالة، وأي داء أعضل من سيئ الخلق والكسل.

أنت من رجال الأمن لأنك تربي الناس حتى لا يرتكبوا الجنايات أو ينتهكون الحرمات، أنت من رجال الإطفاء الساهرين على  حدود النيران حتى لا يتطاير شظاها فينفك عمود فقري المجتمعات، وتتحلل مكونات الأسر بانحطاط القيم والأخلاق.

أنت إمام بلا شك وإن لم تؤم الناس في المساجد والكنائس فتحت، مئات من الأطفال الناشئين يقتدون بك، ويقلدونك في جميع حركاتك وحتى في ملابسك وكلامك، فتعجبهم  أكثر مما يعجبهم آباؤهم، إذن فأنت القاطرة التي تجر وراءك عربات المهن التي لولاك لعفى عنه الدهر، ومحت كيانها يد الجهل.

أيها المعلم فكل هذه المناقب والفضائل لا تستحق بها إلا إذا كنت معلمًا بمعنى الكلمة ومربيًا بفحوى الكلام. تحب المهنة وتحترمها، فتكرمها بالاجتهاد في العمل، والإخلاص في الكسب، لا بد بقلب يشغفك حبها، وحب التقدم في ممارستها، لا حب الارتزاق بها. لا تعمل لمراقبة المدير أو لحضور المفتش، لكن لمحافظة أمانتك بالله وعهدك بالشعب والدولة.

فغدًا تفتح لك المدارس أبوابها، افتح لها قلبك بارتياح لا بتذمر ولا بتضجر على انقضاء الراحة واستئناف العمل، عام سعيد وعمر مديد.

أنتم ورثة الأنبياء ومهدي الأمم، بفضلكم نكون علماء وبدونكم نحن جهلاء، يا ليتنا ندرك أهميتك ونرفع قدرك، إننا حقًا لا نستطيع أن نجزيك ولو جمعت خيرات الأراضي كلها فلتعش معززًا مكرمًا.

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

مترجم وكاتب وباحث وطالب علم https://t.me/kouttabejawok

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 9:55 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نوفمبر 11, 2023, 1:20 م - فاطمة محمد على
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نوفمبر 11, 2023, 6:57 ص - اكرام لهواسة
نوفمبر 9, 2023, 12:00 م - اسامه سراج خالد
نوفمبر 8, 2023, 4:43 ص - شهاب الشهابي
نبذة عن الكاتب

مترجم وكاتب وباحث وطالب علم https://t.me/kouttabejawok