رسالة إلى كل قاتل، لكل من حمل السلاح بيديه وأزهق الأرواح، هل فكَّرت يومًا في قيمة الحياة التي تنزعها من الناس؟ هل فكرت في الأثر الذي تتركه أفعالك على عائلات وأحباء من تقتل؟
القتل ليس مجرد جريمة تُكتَب في سجلات الشرطة والقضاء؛ بل هو جرح عميق في قلب الإنسانية، ووصمة في روح من يرتكبها.
الحياة هبة إلهية لا يحق لأحد أن يسلبها من الآخر. وعندما تقرر قتل إنسان، أنت لا تنهي حياة واحدة فقط، بل تدمر عوالم بأكملها.. أنت تُفكك عائلة، وتحرم أطفالًا من آبائهم أو أمهاتهم، وتنشر الحزن والخوف بين الناس.
أنت سلبت جهد أم حملت وأرضعت ووضعت وربت وسهرت وتعبت هي وزوجها وبكيا عليه عندما نزل به أي تعب أو مرض.. أنت قتلت الأبوين قبل أن تقتل ابنهما، فهذا الولد هو قرة عين أمه وأبيه وهو النور الذي يشعل حياتهما، فحين تزهق روحه، فأنت قتلت الكثير معه.
إلى القاتل، تذكر أنك لست خالقًا لتحدد مصائر البشر، ثم إن الأحقاد والصراعات لا يمكن أن تكون مبررًا لإراقة الدماء، حتى لو كنت ترى نفسك على حق؛ فإن الحق لا يُبنى على أنقاض أرواح الأبرياء.
القوة الحقيقية تكمن في العفو والتسامح، وفي بناء السلام بدلًا من نشر العنف، لذا افتح قلبك للإنسانية ولنداء الضمير، وحاول أن تضع نفسك مكان ضحيتك أو مكان أهلها، فهل ستتحمل هذا الألم لو كنت مكانهم؟
توقف، فكل روح تُزهق هي أمانة ستُسأل عنها أمام الله وأمام التاريخ، وبدلًا من أن تكون أداة للدمار، كن عاملًا في بناء مجتمع أفضل، حيث تسود المحبة والعدالة.
هل فكرت يومًا -ولو للحظة واحدة- أن ما تقوم به ليس مجرد إنهاء حياة شخص ما، بل هو انتزاع حلم، قطع مستقبل، وتدمير حياة عائلة بأكملها؟
كل ضحية كانت لها قصة، عائلة تنتظر عودتها، قلب ينبض بالأمل في غدٍ أفضل. ولكنك، بقرارك الأناني والعنيف، قررت أن تكون القاضي والجلاد.
هل تدرك أن القتل ليس فقط جريمة تُحاسب عليها القوانين، بل هو أيضًا وصمة تلاحقك حتى لو لم يكتشفك أحد؟ سيظل صوت الضحية يطاردك، سيبقى طيفها يذكِّرك بوحشيتك، وسيسأل ضميرك - إن بقي شيء منه - "لماذا؟".
ما المبررات التي أقنعت بها نفسك؟ مال؟ انتقام؟ غضب؟ كل هذه الأعذار لا تبرر سرقة حياة شخص آخر.
الحياة هدية مقدسة، ولا يحق لأحد انتزاعها إلا من وهبها.. إن كنت تظن أنك قوي بفعلك هذا، فأنت مخطئ؛ لأن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس، في التسامح، وفي القدرة على حل النزاعات دون اللجوء للعنف.
إن أردت أن تفهم الألم الذي تسببه، انظر في أعين أم فقدت ابنها، أو طفل لم يعد يرى والده، حينها ستدرك أنك لم تقتل شخصًا واحدًا، بل قتلت أرواحًا كثيرة.
أوقف هذا الجنون قبل أن يدمر حياتك وحياة الآخرين، فالحياة قصيرة جدًا، والعالم مملوء بالمعاناة دون أن تضيف إليه المزيد. اجعل وجودك سببًا في التغيير الإيجابي، لا مصدرًا للألم والكراهية.
اختر الحياة، لك ولغيرك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.