كي نشحن أرواحنا بالطاقة الإيجابية نلجأ أحيانًا إلى أصوات الطبيعة، ومن أعذب ما نسمع ونحن تحت الأشجار صوت طائِر يشدو فوق غصن، يُطربنا ويدعونا إلى تأمل جماله.
إنَّ الطَّير في اختلاف ألوانه وتغاريده وصوره يُرسل رسائل تزيدنا بهجةً وسرورًا، وهذه من وجهة نظري بعضُ رسائل الطيور أشاركها معكم لعلها تُقوي هشاشة في الصّدور:
رِسالة الشُّكر والامتنان
اختلاف أصوات وأشكال الطير فيه وحي لنا أصحاب القلوب لزيادة الشكر بالقلب واللسان؛ الشكر القلبي يتجلى في تصفيته وتنقيته فلا يتمنى إلا الخير للبشر، ويزداد تأملًا بقلب خاشع فيزداد امتنانًا لخالق الكون البديع.
رِسالة العطف والحنان
تعلمنا الطيور الرقة القلبية بالحنو عليها وأمثالها من الكائنات الحية، أن ترحم مخلوقًا ضعيفًا بإطعامه وإكرامه، فتلك قمة العطف والرأفة الإنسانية.
رِسالةُ (المُحبُ لا يُلام)
حُكِي أنَّ سليمان بنَ داود عليه السّلام صنع قبّة من ذهب أربعين ذراعًا في أَربعين ذراعًا، وركب فيها من صنوف الجوهر، فبينما سليمان عليه السلام جالسًا فيها إِذ سقط فيها خُطَّافَان فراود الذّكر الْأُنثى فامتنعت عليه فقال لها: لِمَ تَمْنَعِينِي نَفْسَكِ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفْتِني حَمْلَ هَذِهِ الْقُبَّةِ لحملتها، فسمع سليمان عليْه السلام قوله فأمر فأُتيَ بهما، فقال: من القائل كَذا وكذا؟ قال الذّكر: أنا يا نبيّ اللَّهِ، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا نبي اللّه، أَنَا مُحِبٌّ وَالْمُحِبّ لا يلام.
رسالة التوكل
الطير يبحث عن قوته اليوم ومن أجل ذلك ينطلق محلقًا لجلبه إلى عشه وإطعام صغاره، فهذا الفعل يوحي للإنسان حسن التوكل على الله، وأن السعي في توفير القوت اليومي من متطلبات التوكل، وقد يحدث أن يكون الطير سببًا لِجلب الرزق للعبد أو إغاثته، فتحوم الطير مثلًا حول مكان إشارة إلى وجود الماء في ذلك المكان.
رسالة التفاؤل
تُوحي إليّ الطيور وأجنحتها ترفرف أن اُحلّق بروحي في سماء شوقي بأجنحة الصبر والتفاؤل، صوتها شِفاء يسري إلى الرُّوح فتزداد سكينة وبهجة، أتمسك حينها بأحلامي وأرى نفسي كما أتمنى أن أكون.
أصغي إلى حواري الداخلي مُحدثًا نفسي بهذه الكلمات: «قريبًا سأُحلِّق مثل الطير، وأركب طائرة النجاح قاصدًا مكانًا يمنحني مكانةً وحياة طيبةً».
رسائل الانحناء والتواضع
أُشاهد عصفورًا يشرب فأُطرب، ينحني ليقضي حاجته، إنَّ في ذلك لتذكير لي بالتواضع مع الخلق وفي التواضع للعلم والعلماء كي أزداد فهمًا وعلمًا، وليس هذا فقط، بل التواضع في العمل أمام الشخصيات البارزة، لأكبر في أعينهم وأنال رضاهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.