* أخبرني يا صديقي العزيز
هل ما أنا فيه الآن حلم أم حقيقة؟ إنني غير مستوعب ما حدث لي من تقلبات الزمن ومرور العمر كلمح البصر! ومرافقة الحزن الذي أصبح ملازمًا لي، حتى سنوات الشقاء لم تشفع لي في وقت كنت أظن أنه آن لهذا الجسد المنهك أن يستريح، وآن لتلك النفس أن تهدأ قليلًا. ولكن كل هذا لم يشفع لي، وكأنني منذ وُلدت إلى أن يحين الرحيل سأظل في تلك الدائرة التي سألت الله كثيرًا أن يخرجني منها، ولكنها إرادته التي لا أعلمها، حتى أضحت نفسي غير مقبلة على أي شيء، وأضحى اعتزال الناس وصمتي أكثر أمانًا لنفسي من أي وقت مضى، فيكفيني ما أصابني منهم.
- يا عزيزي...
إنك تمر الآن بأزمة ما بعد الفقد، وأي فقد يا عزيزي؟! إنها زوجتك وحبيبتك ورفيقة دربك وأم أولادك، أعانك الله على ما أنت فيه، من الشعور بالحزن والكآبة والتفكير المضطرب وضعف القدرة على التركيز والابتعاد عن الأصدقاء وافتقاد النشاط وانخفاض طاقتك والاستسلام للنوم والخلوة والبكاء...
* أحسنت يا صديقي؛ لقد أجدت تحليل نفسي وما أعانيه، ولكني أشعر بفراغ كبير؛ فقد كانت كل حياتي، إنني أفتقدها كثيرًا، إنني أشرفت على مرحلة الاختناق.
- يا عزيزي هوِّن على نفسك...
فهكذا حال الدنيا، لا تثبت على حال، وعليك أن تكون لديك القناعة الداخلية أنك بعد رحيل نصفك الآخر لن يشعر بك أحد سوى نصفك الباقي، ذلك النصف الذي قد أجهدته أحزان مرارة الفقد أكثر من شقاء سنوات العمر التي ألمَّت به، حتى أصبح يرى الحياة وكأنها خيط دخان؛ لذا لا تتسرع في أن تتحدث عن مشاعرك مع أحد، وتأنَّ وتمهَّل قبل أن تخرج ما في صدرك من آلام وأوجاع؛ لأننا يا عزيزي لسنا جميعًا متشابهين، ولسنا جميعًا تركيبتنا النفسية واحدة، ولسنا جميعًا تربطنا المشاعر بقوة مع كل من حولنا ويؤثر فينا فراقهم وفقدهم. فردود أفعالنا أمام صدمة الفقد تتفاوت من إنسان لآخر.
يا عزيزي هل يشعر السليم المعافى بألم ومعاناة المريض؟ هل يشعر من امتلأ جوفه بالطعام بمن يموت جوعًا؟
* ولكن الصمت يؤلمني، وتتابع ذكرياتي صباحًا ومساء يؤلمني أكثر وأكثر.
- يا عزيزي...
قد يكون الصمت مؤلمًا لكنه أكثر احترامًا لذاتك وأحزانك، فمهما جمعت من بلاغة وفصاحة اللغة العربية فلن تستطيع أن تصف لغيرك ما تعانيه من فقد؛ لأنك ببساطة شديدة أنت من عايشت وتعايشت مع كل لحظات عمرك، ملتصقًا بنصفك الآخر. فحزنك ليس تعبيرًا عن تلك المرحلة التي تعيشها الآن، بل هي سنوات مضت وتعاقبت عليكم فيها الأيام والليالي وأنت ملاصق لنصفك الآخر الذي تفتقده أنت الآن.
فكل شيء يا عزيزي محفور في ذاكرتك بالصوت والصورة، الحركة، والحديث، والدعابة، ولحظات المرح، وتقلبات الحياة بين الشد والجذب، وبين الهجر والوصال، وبين العتاب والاعتذار، كل هذا كان بينكما أنتما فقط.
يا عزيزي قد أستشعر ولو قليلًا مما تعانيه من فقد لحظات الدفء والسكن والمودة والرحمة، بل أستشعر افتقادك لأنفاسها بجوارك، لرائحة عطرها الذي ما تزال تحتفظ به أنت في خلايا نسيج إحساس عقلك، وربما من وقت لآخر تصحو من نومك على ذلك العطر الذي لا يزال يسري في غرفتها، فصدى صوتها لا يزال في جنبات مكان معيشتها، حتى ابتسامتها الهادئة تعيش في خيالك، بل قد يساورك نداؤها لك بكنيتك التي كانت تناديك بها.
فتوجد تفاصيل أكثر وأكثر في حياتك، أنت وحدك من عاش قيمتها، وتذوَّق الحياة فيها ومعها بمرارتها وحلاوتها، فهل تنتظر بعد كل ذلك أن تجد من يستشعر حالتك النفسية، ويلتمس لك الأعذار، ويستشعر ما تمر به؟
أنت وحدك القادر على فهم نفسك وما تمر به؛ لأن مرارة الفقد يا عزيزي هي كأس يقتسمه من رحل مع من ينتظر الرحيل.
نعم رحلت ورحل معها كل شيء
لآ لم يرحل شئ طالما ان القلب
ينبض والروح تشعر والقلم يكتب
اذن الإنسان له اجمل وجود
صح قلمك وعذبة هى مشاعرك
الصادقة 🙏🌷❤
العزيزة سعاد
كم تسعدنا كلماتك الرقيقه...ولكن حقيقة تغير كل شيئ منذ رحيلها....فقد كنت اسمع عن...متلازمة القلب المكسور...ولكن لم استوعب اثارة..الا بعد احساس الفقد بالنصف الأخر....فقد تركت فراغا كبيراً...رحمة الله عليها واسكنها الفردوس الاعلى.
اسعدنا مروركم الكريم بل ويزيدنا بهجة دائما
🙏🌹❤️🙏
معزرتنا استاذى العزيز
أن كنت طرقت على باب الألم
وجرحا دفين. ولكن عزائنا أن كلنا فى
هذة الحياة عابرين .
ومامن يا صديقى مابه اوجاع واحزان
على فقد الاحباب
اسأل آلله أن يشفى قلبك
ويمنحك الصبر الجميل
مع خالص تمنياتى لك بكل خير وسعاده
🙏❤🙏❤
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.