على أيام الشباب
نحن الذين وُلدنا في السبعينيات
كنا نشعر بأننا نملك وطنًا
وطنًا قويًّا انتزعناه
لقد كان يجعل منا أبطالًا
ونسير في أزقَّتنا
في حيِّنا الفقير الحي رقم ثمانية
نتعلم نفخ السجائر
ونحلم بحلم صغير
بيت وسيارة وأميرة أحلام
في قرية صغيرة
تظنُّ نفسها جمهورية
ليس هناك كثير من الفرص
وأنا لا أستطيع إلا أن أكتب
والكتابة ضعيفة، وأنا صغير
لا شيء جميل فيها إلا الوطنية
وهاجس اسمه حب الوطن
أتمنى خدمته، وجمع بعض المال
لشراء تلفاز ملون
بدل تلفاز الأبيض والأسود
الذي خدعني بأغنية لجنود يتدربون
الصورة عالقة في رأسي
محاطة بأغنية عن الجيش
كنت أسمعها ليلًا ونهارًا
لوائل كفوري، اسمها أنا رايح عل الجيش
بعد أن تم نقلي من المدرسة
إلى الحياة العملية
يمكنني مواصلة التعلم
وبالطبع حملت حقيبتي
إلى مدرسة صف الضباط بتيارت
لقد رحبوا بنا أحسن ترحيب
ومن ثم المشقة والسب والتدريب
ولكنها ليست كما في الصورة
وليست كما في الأغنية
والوطن ليس كما في الأخبار
ما زلت أحلم به وبالحلم الصغير
كنت أظن أنها عملية سهلة
تاريخ وحاضر ومستقبل
وإذا بها تاريخ وتاريخ وتاريخ
فتركت الجيش
وتركت السجائر بعذاب
وتركت كتب التاريخ
وتركت روحي في مقهى في بوسطن
تزعجني.. لا تريد البقاء.. لا تريد أن ترتاح
تحلم بنوع خاص من المساكن للناس
تعشق الموسيقى وتعشق القرآن
تحلم بأنها تستطيع صنع التغيير
بدون صناعة سيارة محلية
تظن بأن تويوتا تكفي
لا تحب الاحتفال بعيد ميلادها
لا تحب أعياد الحروب والثورات
كانت تتركني كلما حملت بندقيتي
الجبال تعرفها وتعرفني حتى التلال
صقلية الونشريسي سيدي علي بوناب
في ليلة باردة تجمدت رجلاي
فوقفت في ساعة متأخرة أتراوح في مكاني
وأجري لعل الحرارة تعود إليهما
فرأوني بمنظار ليلي وقالوا كشفتنا
فضحت المكان الذي نحن فيه مختبئون
فقلت لهم اذهبوا إلى الجحيم
صحتي أولى من أي كمين
وكم تعبنا وكم سهرنا لينام الوطن قرة أعيننا
انتهت الرحلة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.