بعد وفاة والدي ودخول اليأس إلى قلبي في عمر الشباب، ومن المعروف أن الأب هو الحبيب الأول لابنته؛ ظننت أنني تحطَّمت وتحطَّمت أحلامي وظهر الحزن على وجهي البريء.
شعرتُ بأنني وحيدة على الرغم من وجود يد حنونة على كتفي وهي أمي الرائعة. لقد كانت علاقتي بوالدي لطيفة جدًّا.
بدأت قصتي بعد زيارة الحزن إلى قلبي فقد مر على موت أبي عامين، وفي ذلك الوقت ظهر رجلي الأسمر الذي كان أول شخص يفتح قلبي الباب له مصادفة ولا أعلم لماذا!
لكنني قرَّرت الاستسلام معه والغرق، لقد كنت متعطشة لمشاعر الرجولة التي فقدتها من أبي. حدثت تفاصيل كثيرة جعلتني أومن أن الحياه جميلة، رجلي الأسمر كان له سحر خاص في علاج قلبي، وأيضًا رسم البسمة على شفتيّ. لقد كان رجوليًّا وحنونًا لا أعلم كيف جمع بين الشخصيتين ولم يمل من حديثي عن أبي.
وتجسَّدَ شخصية أبي لكثرة ثرثرتي عنه، ولم يتجسدها إلا بحُبٍّ صادق، وفي تلك اللحظة أشعرني أن والدي لم يمت أبدًا.
رجلي الأسمر كان سندي وملجأي وعوض الله لي.
لكن الحزن لم يستطع تحمل أن يراني سعيدة؛ فقد قرَّر العودة لكي يأخذ جنتي ألا وهي أمي، وكانت ضربة قاضية لم أتحملها؛ لأنها كانت قطعة من قلبي.
بدأت علامات الانهيار تظهر على ملامح وجهي، وكنت أظن أنني حمل ثقيل عليه؛ لأن الحب سعادة وأنا لم أستطع توفير السعادة في ذلك الوقت، ولكن هو أشعرني أنني حبه غير المشروط، وأنني مميزة، وأنني جزء من روحه، ولم يكتفِ بتجسيد شخصية أبي، بل قرر إعطائي كامل العطف فتجسَّد شخصية أمي كذلك دون ملل أو كلل، وعندها أدركت أن الله يرزق المحبة لمن يشاء.
وأيضًا معنى الإيمان بالله والإيمان بالقدر، وأن الله على كل شيء قدير.
حبيبي ورجلي الأسمر -بفضل الله- لقد كان عوَّضي الأعظم في هذه الدنيا الكبيرة. آمل أن يرافق الحب دربنا، وأن أكون لك كما تحب، أحبك يا ملاكي.
رجلي الأسمر.
بتجنن
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.