خاطرة «رائحة الذكريات».. كيف تعيدنا الأماكن والروائح إلى ماضينا؟

من الغريب كيف أن رائحة بسيطة قد تأخذنا إلى عوالم قديمة، إلى لحظات بعيدة، رائحة القهوة في الصباح مثلًا قد تعيدك إلى صباحات كنت تجلس فيها مع جدتك تستمع فيها لحكاياتها، وأنت تحتسي معها كوبًا من القهوة العربية، هذه الرائحة تحمل معها دفء تلك اللحظات، كأنها توقظ فيك ذكريات كانت نائمة في أعماق ذاكرتك.

ليس فقط الروائح، بل الأمكنة أيضًا تحمل بين جدرانها عبق الماضي، فعندما تمر بجوار مدرستك القديمة، تشعر فجأة بأن الهواء المحيط بك محمل بعبق الطفولة، وقد تذكرك تلك الرائحة بروائح الطباشير القديمة، أو برائحة الكتب التي كنت تحب أن تقرأها في مكتبة المدرسة، كل زاوية في ذلك المكان تحمل جزءًا من حكايتك الشخصية.

قد تكون مررت بموقفٍ بسيط، كأن تشم رائحة عطر كانت تستخدمه والدتك، فتجد نفسك فجأةً غارقًا في ذكريات طفولتك، تذكر كيف كانت تعتني بك، وكيف كانت تمسح على رأسك قبل أن تذهب إلى النوم، هذا العطر يحمل معه حنانها ودفء حضنها.

اقرأ أيضًا: خاطرة "الذكريات".. خواطر وجدانية

في عالمنا السريع والمملوء بالضغوطات، نجد أنفسنا أحيانًا نبحث عن تلك اللحظات القديمة، نشتاق إلى تلك الذكريات التي تجعلنا نشعر بأن الحياة كانت أبسط وأجمل، فعندما نجد أنفسنا في مكانٍ له تاريخ معنا، أو نشم رائحة لها ارتباط بمرحلة من حياتنا، نشعر بأننا نعود للحظة إلى تلك الأيام، ونعيشها من جديد ولو بضع دقائق.

الحياة مملوءة بالروائح والأمكنة التي تحمل بين طياتها ذكرياتنا، قد تكون تلك الذكريات سعيدة أو حزينة، لكنها تظل جزءًا منّا؛ لذلك دعونا نستمتع بكل لحظة نشعر فيها بأننا عدنا إلى الماضي؛ لأنها تذكرنا بأننا نعيش حياة مملوءة بالحكايات والتجارب التي تستحق أن نتذكرها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.