حين يكتب الكاتب، ليس بالضرورة أن تتوافق أفكاره أو كتاباته مع أفكارك أو مع فلسفة حياتك الشخصية. لذا، فقد يعجبك بعض منها، وقد ترفض بعضًا آخر، وهذا من حقك لأسباب عدة قد تؤثر في قناعاتك، منها اهتماماتك، أسلوب حياتك، تجاربك الشخصية التي ألمَّت بك، فهي تختلف -من المؤكد- من إنسان لآخر.
كذلك، تصورك للحياة ونظرتك لها حسب عمرك واحتياجاتك منها، فكل مرحلة من عمرك تختلف فيها حالتك النفسية وطاقتك الروحية وقدراتك على استيعاب المتغيرات من حولك التي ربما ينقلها لك الكاتب بصورة ما تختلف عن اهتمامات مرحلتك الحياتية التي تعيشها التي تختلف فيها اهتماماتك واحتياجاتك بما يتواءم مع تلك المرحلة التي تمر بها، إذ توجد عوامل عدة تكوِّن عقلك وتؤثر في قناعاتك.
لذا، فالكاتب هنا مثلك تمامًا، فحينما يكتب، فهو يكتب انطلاقًا من ثقافته الحياتية والذاتية، وقراءاته، واهتماماته، وتجاربه الشخصية، وربما تداخل العامل النفسي في التوقيت الذي يكتب فيه، هذا إلى جانب تأثيرات البيئة المحيطة به.
فعلى سبيل المثال، وليس الحصر، تأثر الكاتب والروائي البريطاني تشارلز ديكنز بنشأته الفقيرة التي انعكست عليه في معظم كتاباته، لذا، ربما لن يشعر به ولن يعجبه أي طرح له من نشأ في بيئة مرفهة ولم يعانِ الحرمان والحاجة والعوز، بل ربما يتهم الكاتب بالمبالغة في كتاباته، ويرجع ذلك إلى أن القارئ هنا لم يمر بتجارب الكاتب الشخصية.
وحينما ننظر إلى الروائي والكاتب المصري إحسان عبد القدوس، فقد هاجمه البعض على طرحه لموضوعات تخص خصوصيات المرأة واحتياجاتها النفسية والجسدية، التي جسدتها السينما المصرية في أكثر من فيلم سينمائي. وعلى ذلك، فإن عوامل التأثير على الكاتب متعددة ومختلفة.
فحتى طبيعة الخيال لدى الكاتب تؤثر فيها الناحية النفسية والعاطفية والاجتماعية، فتؤثر على الإبداع والتعبير، بل والأسلوب، لذا، فلكل كاتب خياله البعيد عن الواقع، لذا فحينما يُعبِّر الكاتب عن الفانتازيا أو أحلامه التي يتمناها، فهو يُعبِّر بما يتوافق مع تركيبته النفسية التي تختلف من إنسان لآخر، لذا ليس بالضرورة أن يتوافق كل ما يكتبه الكاتب معك، ولكنه قد يلقى إعجاب الآخرين ويتوافق معهم، وعليك ألا تنسى بُعدًا آخر يؤثر فيك بطريقة غير مباشرة، وهو البعد النفسي لك وأنت تقرأ اتجاه الكاتب.
فمعظم الكُتَّاب من يقرأ لهم هم من الجمهور البعيد عنهم وعن معرفتهم الشخصية له، لذا يكون الفهم لديهم أوقع وأكثر حيادية في التحليل أو النقد؛ لأن الصورة الذهنية لهم عن الكاتب تكوَّنت بفضل خلال كتاباته فقط التي تُعد لغة التواصل بين الكاتب والقارئ، وبعيدة عن أي إسقاط شخصي قد يسقطه بعضنا على الكاتب لمجرد معرفته القريبة منه أو معرفته ببعض تفاصيل حياته. وهنا يكون الإسقاط في غير موضعه؛ لأنه إسقاط مبني على الصورة الذهنية المسبقة لدى القارئ فقط، وهذا غير منصف.
خاطرة رائعة جدا وكلمات معبرة
شكراً على ثنائكم الطيب لنا ولمروركم الكريم
🙏🌹🙏🌹🙏
رائع كل ما تكتبه لقد ألقيت نظرة
على بعض كتاباتك حقا مبدع
لا اجد كلمات تعبر عن شكر واعتزاز بثنائكم على ما نكتبه من خواطر ويكفينا مروركم الجميل على صفحتنا البسيطه ولكم منا الإمتنان وخالص تحياتي لشخصكم الكريم 🙏🌹🙏🌹🙏🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.