نمر بأوقات مريرة مثل مرارة العلقم..
نذوق فيها الآلام والمعاناة التي إن انكشفت للعلن ستفضح قصصًا تكاد تكون من بلاد الخيال..
وبالرغم من كل ما حصل، فإننا كابدنا وصمتنا وترجمنا أحاسيسنا في دفتر ذكريات لنخبره بذلك الألم الدفين..
وبعد مرور السنين عدنا وقلبنا في ذلك الدفتر، لنقف عند أصعب الأشياء التي أعاثت في أرواحنا فسادًا، وأحرقت قلوبنا، ومحقت دواخلنا، وجعلتنا نصبح رمادًا على هيئة إنسان..
لنجد أن ذلك الماضي الحزين لا يزال يقبع في عقولنا ويضغط بجبروته على مستقبلنا ويحاصرنا مثل مارد لعين!
يخيفنا من التقدم إلى الأمام، فنظل لابثين في أماكننا جاثمين..
كفاك أيها الماضي المرير.. كفاك تلاعبًا بي، يكفيني ما وصلت إليه! ماذا تريد مني؟
لماذا لا تتركني بسلام؟ لماذا تطارد عقلي وتجثم فوق صدري في أحلك الليالي؟ لماذا كل هذا؟
أكرهك أيها الماضي.. أكره الأوجاع المؤلمة كلها.. أكره كل تلك الصدمات الدفينة بداخلنا..
مهلًا.. ماذا عن دفتر الذكريات اللعين؟ أليس من الأجدر حرقه ووضعه في بئر مكين؟
ينبغي أن أستيقظ من سباتي العقيم.. ينبغي البدء من جديد.. لأعيد السلام إلى روحي وعقلي الحزين..
ينبغي أن أجاهد من أجل حاضر رغيد، ومستقبل قد تأجل منذ سنين..
ومن هنا أعلن حرق ذلك الدفتر وأحرق معه ذاكرتي.. لإنهاء تلك اللحظات السيئة ولأكون قوية في المستقبل وأكثر صلابة وإصرارًا على تحقيق أهدافي. ومن هنا أعلن بداية جديدة كلها تفاؤل وألق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.