لقد كانت السماء صافية والجو كان ربيعيًّا طوال السنة، حتى الشتاء كان يحمل معه الدفء، والخريف كأنه موسيقار يعزف أجمل الألحان.
المدرسة: كانت المدرسة لهذا الجيل المكان الترفيهي، حيث لعبة كرة القدم ومادة الرسم والطابور الصباحي والإذاعة المدرسية، وكان المُعلِّم هو الأب الذي يُعلِّم الأخلاق قبل القراءة والكتابة، وكان يبث في عقول التلاميذ حب المدرسة، وكيف يجعلها دائمًا جميلة، فقد كان يحثهم على نظافة المكان، وكانت اللوحات الفنية تُزيّن بها الفصول وعليها اسم التلميذ الذي رسمها.
أتذكرُ حينما كنا نردد مع أصدقائنا "قطتي صغيرة واسمها نميرة"، وعندما يحين موعد الانحراف تجدنا ونحن نشتري الحلوى التي لا تتخطى الخمسة قروش! لمَ لا فقد كان المصروف 25 قرشًا آنذاك.
التلفزيون: كان التلفزيون ينشر الثقافة والفن والبهجة في نفوس أبناء هذا الجيل، فكانت القناة الأولى والثانية والخامسة تُشبع جيلًا بأكمله دون أن ينقصه شيء.
فيلم الظهر والمسلسل المسائي وعالم الحيوان والفيلم الصباحي الذي كان يأتي يوم الجمعة على القناة الثانية، ومن بعده برنامج سر الأرض، والمسلسل الكرتوني عالم سمسم الذي كان يأتي عصرًا، ورشيدة تلك العنزة التي أحبها بكار، هذا الطفل النوبي الذي كانت مصر له مثل الرحم الذي خرج منه إلى الحياة.
وبوجي وطمطم وطماطم، هذا الأبداع الفني الذي كان يأتي كل عام في شهر رمضان يجمعنا ونحن على مائدة واحدة، فنأكل ونشاهد ونتعلم.
كانت المسلسلات الكارتونية لهذا الجيل مثل الفاكهة الطازجة، لمَ لا وكنا نشاهد أيضًا خيال الظل وسبيستون والمحقق كونان، وكانت أيضًا البرامج الصباحية التي كانت تنشر الوعي وتنمي الهوايات، ونتذكر برامج عدة على رأسها عروستي ويحكى أن.
البيت: من الواضح لنا جميعًا أن البيت المصري تَغيَّر عما كان عليه، في هذا الجيل كانت البساطة ما تُميز البيوت، فترى أريكة خلفها ستارة بيضاء تأتي من خلفها أشعة الشمس الدافئة، وهذا الراديو الذي كان يتحفنا بأصوات المقرئين والبرامج الثقافية والفنية، وأيضًا ما كان يُميز تلك البيوت هو الترتيب المناسب لأشياء بسيطة ولكنها كانت جميلة.
لقد افتقدنا هذه الأيام الجميلة وهذا الجيل الرائع وتلك الأشياء الثمينة!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.