اليوم الرابع عشر:
لا شيء يهم في الحياة حقًّا.. فلطالما كانت لي فكرتي الخاصة عن النجاة من براثن هذه الحياة البائسة.
من أخاديع الدنيا ومن ألاعيب القدر.
لطالما كنت ولا زلت حذرة فيما يخص هذه الصراعات التي تنامت داخلي بشكل سريع بل أسرع مما توقعت.. حتى وأنا لا أعرف ما يحدث في قلبي من نزاعات.
لم أكن لأكتب أشعارًا دون أن أفهم الكلمات أو المغزى لكنني وللمرة الأولى أستسلم.. أجل استسلمت لهواجس نفسي ولمساوئ ذاتي.. وكان ذلك خطئي الأعظم.
الأخطاء التي ارتكبتها وقمت بها طيلة حياتي هي مجرد نكسات بلا أهمية.
الآن وبعد مرور الوقت وفوات الأوان أدركت تلك الزلات وفهمت ما يرمي إليه قدري حين لم يتهمني بالتواطؤ مع الأعداء، بل لم يتهمني مطلقًا.. فلا زلت أقفز من المرتفعات بكل غباء لأنحدر إلى تلك النهايات السحيقة.
تقتلني الآهات حتى وأنا نائمة.. إنها قادرة على تدميري وإرباكي والتسلل إلى أحلامي لتحولها إلى كوابيس وأوهام فاترة تجعل حياتي أكثر رعبًا.
أنا خائفة حقًّا الآن.. لكن لا أحد معي ليقول لي إن ذلك الهراء ليس صحيحًا وأن الكوابيس محض أوهام مستقرة بالمنام ولا يمكنها الخروج لأرض الواقع.
أريد شخصًا يوهمني - ولو حتى بالكذب - أن هذه الحياة ستنتهي قريبًا.. وأن هذا البؤس سيموت وينجلي ويختفي بين أحضان الفرح.. وأن دمعي هذا الذي تساقط ما هو إلا أسى متهاوٍ راحل لا محالة.
أريد أن يخبرني أحد أنني بخير.. وأن أساي مختفٍ لا محالة.. وأن كل كآبتي منجلية.
أريد أن أقص لأحد معاناتي فيصغي إليَّ كطبيب نفسي لا يقاطعني ولا يتهمني بالكذب.. حتى و إن زوَّرت بعض الحقائق وأجمعت على أن أحرق بعض التفاصيل التي لا أرى أية فائدة من ذكرها.. فلماذا أعيش هكذا حياة فارغة كل ما يملؤها هو حزن عميق.. حزن يكاد يلتهمني من الداخل وينهش قلبي ككلب جائع.
لا فكرة لي عما سيكون مصيري غدًا.. وحقيقةً لم يعد الأمر يهمني ولا يعنيني حتى.
فالأسى الذي أشعر به أقوى من كل شيء.. أقوى من نفسي ومشاعري بل من عالمي.
فلطالما مررت بلحظات تعاسة.. لحظات أقسمت فيها أن أتخلى عن كل شيء يربطني بالحياة.
لكنني كنت جبانة جدًّا وخائفة من التألم.. ومتوجسة من أن أحترق بنار جهنم.
فالأسى الذي أشعر به الآن لا يعد شيئًا مقابل ما يشعر به الآخرون.
لذا أحاول بحق أن أكون منصفة مع ذاتي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.