خاطرة «ذاكرة كالممحاة: لا ألتفت».. خواطر وجدانية

تمرني اللحظات وأمر بالأشخاص والمواقف والأحاديث، أجالس كثيرين أبادلهم البسمات، أعود إلى أوراقي وأقلامي لأرقش يومي بعبارات أدبية، ولكنني أعود بذاكرة خالية فأكتب من وحي الخيال، لا أتذكر، كثيرة النسيان، أنسى حديثًا لا يلامس قلبي، ولا أذكر ضحكات لم تكن من جوف فؤادي.

يا سيدي، أنا شخصٌ حسي وجدانيّ لا مرئي ماديّ، لا يمكنني تذكر لون رداء صديقة رافقتني، ولا ألتفت لنوع حقيبتها ولا ماركة ساعة يدها، ولا أذكر تسريحة شعرها، تفاصيل لا ترسخ في ذهني، وبعد مضي النصف ساعة من اللقاء أنسى حديثها لي، ولا يمر في ذهني.

ذاكرتي تمحو كل ما يلامس قلبي، كل ما لا يجول في خاطري، لو كان الحديث عن شيء أحبه لحفظته لبعد ألاف السنين، لتذكرت طرقة باب الحديث، لتذكرت الحرف الذي بدأت به والكلمات التي رتبتها بدقة متناهية، ولكن ما لا يُلامس قلبي لا يتذكره عقلي.

إنني من الزُمْرَة الصعبة المصابة بعدم المبالاة لأي شيء لا يجذبني، أشخاص، أحاديث، جلسات، أخذها إلى غرفة الأرشيف.

ائتلافيّة أَلِيفة ولكنني انطوائية أحب الوحدة، صديقي هو القلم، ورفيق دربي هو الورق، ولكن صديقي هو الذي لا أنساه، ورفيق دربي هو من شاركته من قلبي البسمات.

روضت قلبي على فن اللامبالاة، لو حاولت  خَمْشَ روحي بسيف كلماتك، سأبتسم لك وأضمد روحي بيدي وأنا أتقهقه وأرتشف معك قهوة المساء وأصب عليك كلمات الحب صبًّا صبًّا، ستجدني أدعوك لزيارتي، هههه ربما سأحتضنك، ربما سأطرق معك أبواب الأحاديث وكأنك لم تخدشني بسيف كلامك، ألم أقل لك إني مصابة بعدم المبالاة؟ ألم أقل لك ذاكرتي كالممحاة، لا ألتفت؟ 

دائرتي صغيرة، لا تمحو من رقش على قلبي كلمات حب صادقة، من عانقني من حبه لا من وراء قلبه ببغضه، لا أنسى البسمات العفوية التي ألقيت على قلبي دون مقابل، لا أنسى من مسح بأيديه على جوفي وأمسك يدي.

لا أنسى من زادني قوة من قوته دون أن يكره، لا أنسى الأشخاص التي من فرط حنينها على وجداني بكيت ولا أنسى دمعي حينها، أنا ألتفت، أنا لا أعاني النسيان، أنا لا أمتلك ذاكرة الممحاة في دائرتي الصغيرة، أنا ألتفت.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة