خاطرة "دوامة النسيان".. خواطر وجدانية

لا أعرف ما معنى هذا النسيان في هذا العمر! هل هو بفعل فاعل، أم من تلقاء الذات؟ فقد سئم العقل من التذكر، أم أمر الله؟! لأن التذكر لكل ما حصل قد يفعل شيئاً أسوأ من النسيان..

في الامتحانات النسيان هو مصيبة وخسارة كبيرة، وأما في الحياة فبعض الذكريات تخلع القلب، تسود الصورة أمامك، تجعل العالم يطفئ فجأة..

لا تعرف وقتها هل أنت موجود أم أن العالم اختفى تدريجياً؟! 

لا يهمك وقتها من أوصلك لهذا الحال، أم أنك أنت من أوصلت نفسك لهذه المرحلة من العذاب..

لا يهمك وقتها أن تستيقظ، بل كل ما يخطر في بالك كم عدد مرات القتل التي تكررت لإنسانيتك؛ فالقلب يموت مرة واحدة ولكن البعض مات مئات المرات، وهل هناك علاقة بين الإنسان والنسيان ما بين الألف والياء مشوار لغة شعوب؟

وفجأة تشعر بأن الموت أفضل من هذا الشعور، تتمنى ألا ترى من رأيتهم، لا تريد أن تعاتب المذنب، أن تصلح الأخطاء، بل يخطر ببالك أنك أخذت من العذاب أكثر مما تستحق، لا يحق لأحد أن يلاحق سعادتك أو أن يغتالها وهي طفلة لتوها ولدت، ما ذنبها تلك الوردة التي تفتحت لترى الشمس أن تقطعها وترميها وتحرمها من الشجرة أمها ومن صديقاتها، التي كن حولها يزين الشوارع والأماكن والحدائق، أم هو القدر، أم هو نتيجة الأخطاء بدون دليل للصواب؟ كمن يصرخ من قعر بئر بصوت يملأ الأعماق صداه.. 

أين أناااااا؟ ومن أنتم؟ ماذا تريدون مني؟ على الأقل ماذا فعلت؟ أخرجوني إن كنتم على حق.

لنتواجه لنعرف من الذي حق الموت في يده؟ أم أنها ذنوبكم تراكمت فلم تجدوا سوى هذا المكان لتلقوني فيه.

هل من أحد هنا أجيبوا لعنة الله عليكم جميعا؟!

ثم من شدة الصراخ تنام مجدداً، وحين تستيقظ تدرك أنك كنت تحاكي نفسك لا أحد يسمعك، لا أحد يفهمك، من يريد أن يرى ذنبه أمامه يمشي ويقول له سأنتظر أن أرى ما فعتله بي يحدث لك..

أي قاتل أو ظالم أو حاقد أو خائن أو سارق أو حتى ساحر يرضى بذلك، لقد اجتمعوا على هدف واحد أن يخفوا صوت الحق.

وهم يلقون بك إلى سكة الموت لكي تموت تدريجياً بدون أن يلاحظ أحد ما فعلوا، وكأنك شخص لا يدرك قيمة حياته، فلعب به الجميع وحددوا له مساره، هم لم يمارسوا دور المساعد، لقد مارسوا دور الله وأنت سمحت لهم..

جعلتهم يشعرونك بأنك غير موجود، وأنك معطٍ مفتاح حياتك لمن يريد الدخول، ومعرفة كل أسرارك حتى التي تخفيها عنك، أنت نقاط قوتك بل وضعفك..

هل ترى ماذا حدث لك الآن؟ أين وضعت نفسك؟ أهلاً بك في الجحيم أوصلك إليه أحدهم أو وصلت لوحدك إنها مسألة لا تهم!

من منا يهتم من صنع المكيف أو صنع المدفأة، نحن مرتبطين بحاجتنا لهم الدفء أو التبريد فقط، وليس بمن فكر ونفذ وعانى ليقدم الشيء كاملاً.

أين أنت؟ إن كنت ترى هذا الكلام فاعلم أنهم شلوا قلبك أولئك الجبناء حيرة أم غيرة أم وهماً، بهم مرض أو نقص وانتقاص لا يهم، المهم أنهم مجرمون وأنت ضحية.

هل ستسلم وتدعهم يرقصون فوق جثتك؟ أم ستستيقظ وتحاربهم بنفس الأسلوب، أو تستعين بمن هو إن شاء جعلهم يمشون على رؤوسهم بدل أقدامهم؟

فكر من تريد أن تكون هنا، يمكننا أن نقول إن القرار بيدك، وأنك تختار أن تعيش، أم تكمل الموت إلى آخر لحظة حزن تقطر منك أنت.

 

اقرأ أيضاً

- الصمت لغة العظماء.. هل الكلام من فضة والسكوت من ذهب؟

- 5 نصائح هامة لكيفية التخلص من الديون

 

كانت هواية بدأت منذ سنوات طويلة حتى صارت وسيلتي وهويتي ورسالتي التي اتمنى أن تصلني للعالم وتصله بي..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
يونيو 8, 2023, 6:05 م - محمد عبد القادر نوفل
يونيو 7, 2023, 3:27 م - محمد سيد عبد الفتاح
يونيو 6, 2023, 11:00 ص - إبراهيم عبد المجيد
يونيو 6, 2023, 9:38 ص - بوسلامة دعاء خولة
يونيو 6, 2023, 8:30 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
يونيو 6, 2023, 8:01 ص - وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
يونيو 3, 2023, 12:19 م - أميرة أبو ماضي
يونيو 3, 2023, 9:37 ص - سلطان الوادعي
مايو 31, 2023, 10:26 ص - هاني حمدي عبدالفتاح
مايو 31, 2023, 8:29 ص - أميرة أبو ماضي
مايو 29, 2023, 11:19 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 29, 2023, 10:53 ص - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 29, 2023, 9:20 ص - ايمان عمر المصري
مايو 29, 2023, 8:01 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 28, 2023, 8:06 ص - محمد عبدالكريم قاسم مصلح
مايو 26, 2023, 7:22 م - عصام أحمد عبدالله عياد
مايو 26, 2023, 10:39 ص - يارا فائز يونس
مايو 25, 2023, 12:55 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 25, 2023, 9:26 ص - رشا يوسف علي
مايو 25, 2023, 7:13 ص - محمديزن الياسين
مايو 24, 2023, 2:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 11:13 ص - اسماعيل الخضر
مايو 24, 2023, 10:25 ص - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 9:47 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 23, 2023, 12:27 م - اسماعيل الخضر
مايو 23, 2023, 11:54 ص - محمد العيادي
مايو 23, 2023, 9:17 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 23, 2023, 7:57 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 21, 2023, 11:53 ص - محمد بخات
مايو 21, 2023, 11:41 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 21, 2023, 7:50 ص - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:07 م - عايدة عمار فرحات
مايو 20, 2023, 8:06 ص - محمد سيد عبد الفتاح
مايو 19, 2023, 9:11 م - محمد الحقاوي
مايو 19, 2023, 8:20 م - شيرين زين العابدين
مايو 17, 2023, 9:20 ص - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 16, 2023, 5:02 م - لطيفة محمد خالد
مايو 15, 2023, 3:14 م - عبد الرحمن الكرد
مايو 15, 2023, 3:03 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 15, 2023, 12:40 م - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 14, 2023, 12:39 م - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 14, 2023, 11:50 ص - وسام يحيي زقوت
مايو 14, 2023, 7:42 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 14, 2023, 7:40 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 13, 2023, 8:01 ص - ياسر إسماعيل منيسي
مايو 11, 2023, 12:28 م - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 10, 2023, 12:30 م - عايدة عمار فرحات
مايو 10, 2023, 10:47 ص - كاميليا عبدلي
مايو 9, 2023, 11:49 ص - محمد محمد صالح عجيلي
مايو 9, 2023, 7:38 ص - على عبدالرحمن إسماعيل
مايو 8, 2023, 3:43 م - عايدة عمار فرحات
مايو 8, 2023, 2:38 م - خوله كامل عبدالله الكردي
مايو 8, 2023, 2:06 م - وسام يحيي زقوت
مايو 8, 2023, 10:52 ص - عز الدين محمد رشاد
مايو 8, 2023, 7:10 ص - أسماء السيد خشبة
مايو 7, 2023, 4:40 م - سلمى محمد القباتلي
مايو 7, 2023, 1:12 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 7, 2023, 10:21 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 7, 2023, 8:33 ص - أميرة محمد المحيميد
مايو 7, 2023, 7:29 ص - زينب علي باكير
مايو 6, 2023, 5:33 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 6, 2023, 2:26 م - عبدالله محمد أنور
مايو 4, 2023, 8:39 م - أسماء محمد حمودة
نبذة عن الكاتب

كانت هواية بدأت منذ سنوات طويلة حتى صارت وسيلتي وهويتي ورسالتي التي اتمنى أن تصلني للعالم وتصله بي..