لا أعرف ما معنى هذا النسيان في هذا العمر! هل هو بفعل فاعل، أم من تلقاء الذات؟ فقد سئم العقل من التذكر، أم أمر الله؟! لأن التذكر لكل ما حصل قد يفعل شيئاً أسوأ من النسيان..
في الامتحانات النسيان هو مصيبة وخسارة كبيرة، وأما في الحياة فبعض الذكريات تخلع القلب، تسود الصورة أمامك، تجعل العالم يطفئ فجأة..
لا تعرف وقتها هل أنت موجود أم أن العالم اختفى تدريجياً؟!
لا يهمك وقتها من أوصلك لهذا الحال، أم أنك أنت من أوصلت نفسك لهذه المرحلة من العذاب..
لا يهمك وقتها أن تستيقظ، بل كل ما يخطر في بالك كم عدد مرات القتل التي تكررت لإنسانيتك؛ فالقلب يموت مرة واحدة ولكن البعض مات مئات المرات، وهل هناك علاقة بين الإنسان والنسيان ما بين الألف والياء مشوار لغة شعوب؟
وفجأة تشعر بأن الموت أفضل من هذا الشعور، تتمنى ألا ترى من رأيتهم، لا تريد أن تعاتب المذنب، أن تصلح الأخطاء، بل يخطر ببالك أنك أخذت من العذاب أكثر مما تستحق، لا يحق لأحد أن يلاحق سعادتك أو أن يغتالها وهي طفلة لتوها ولدت، ما ذنبها تلك الوردة التي تفتحت لترى الشمس أن تقطعها وترميها وتحرمها من الشجرة أمها ومن صديقاتها، التي كن حولها يزين الشوارع والأماكن والحدائق، أم هو القدر، أم هو نتيجة الأخطاء بدون دليل للصواب؟ كمن يصرخ من قعر بئر بصوت يملأ الأعماق صداه..
أين أناااااا؟ ومن أنتم؟ ماذا تريدون مني؟ على الأقل ماذا فعلت؟ أخرجوني إن كنتم على حق.
لنتواجه لنعرف من الذي حق الموت في يده؟ أم أنها ذنوبكم تراكمت فلم تجدوا سوى هذا المكان لتلقوني فيه.
هل من أحد هنا أجيبوا لعنة الله عليكم جميعا؟!
ثم من شدة الصراخ تنام مجدداً، وحين تستيقظ تدرك أنك كنت تحاكي نفسك لا أحد يسمعك، لا أحد يفهمك، من يريد أن يرى ذنبه أمامه يمشي ويقول له سأنتظر أن أرى ما فعتله بي يحدث لك..
أي قاتل أو ظالم أو حاقد أو خائن أو سارق أو حتى ساحر يرضى بذلك، لقد اجتمعوا على هدف واحد أن يخفوا صوت الحق.
وهم يلقون بك إلى سكة الموت لكي تموت تدريجياً بدون أن يلاحظ أحد ما فعلوا، وكأنك شخص لا يدرك قيمة حياته، فلعب به الجميع وحددوا له مساره، هم لم يمارسوا دور المساعد، لقد مارسوا دور الله وأنت سمحت لهم..
جعلتهم يشعرونك بأنك غير موجود، وأنك معطٍ مفتاح حياتك لمن يريد الدخول، ومعرفة كل أسرارك حتى التي تخفيها عنك، أنت نقاط قوتك بل وضعفك..
هل ترى ماذا حدث لك الآن؟ أين وضعت نفسك؟ أهلاً بك في الجحيم أوصلك إليه أحدهم أو وصلت لوحدك إنها مسألة لا تهم!
من منا يهتم من صنع المكيف أو صنع المدفأة، نحن مرتبطين بحاجتنا لهم الدفء أو التبريد فقط، وليس بمن فكر ونفذ وعانى ليقدم الشيء كاملاً.
أين أنت؟ إن كنت ترى هذا الكلام فاعلم أنهم شلوا قلبك أولئك الجبناء حيرة أم غيرة أم وهماً، بهم مرض أو نقص وانتقاص لا يهم، المهم أنهم مجرمون وأنت ضحية.
هل ستسلم وتدعهم يرقصون فوق جثتك؟ أم ستستيقظ وتحاربهم بنفس الأسلوب، أو تستعين بمن هو إن شاء جعلهم يمشون على رؤوسهم بدل أقدامهم؟
فكر من تريد أن تكون هنا، يمكننا أن نقول إن القرار بيدك، وأنك تختار أن تعيش، أم تكمل الموت إلى آخر لحظة حزن تقطر منك أنت.
اقرأ أيضاً
- الصمت لغة العظماء.. هل الكلام من فضة والسكوت من ذهب؟
- 5 نصائح هامة لكيفية التخلص من الديون
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.