بينما هو صخب الحياة.. أحيانًا تتضح الرؤية، وأحيانًا يسودُ الضباب.. تارةً تشعرُ أنك سيِّدُ الموقف، وتارةً تشعرُ أنك أسيرُ الظروف.. يتنهدُ في طبائع الناس صدرك.. ففي طبائعهم تختلط كل الأمور..
تسيرُ وتسيرُ ولم تنفكُّ قدماك من تحتك تنزفُ من هشيمِ الصخور.. وبين عقارب الساعةِ تستلقي، وعيناكَ لم تزلْ حائرةً بين كل السطور..
ترى نفسك في وضح النهارِ بين الناسِ طيب القلبِ ربما جميل العيون.. وفي ثنايا الدجى تتلاشى عن رأسك كل العناوين، فلم تعد تعرف من أنت ومن تكون؟
في عالمنا العناوين تبدو ملائكية، في حين الشياطينُ تكمنُ في كل التفاصيل.. تسيرُ والأوطان التي في داخلك تبحثُ عنك، مع أنّ الجمرات في سماء دُنياك تراها كأنها أرخبيل..
أنت الطفل الذي كان يرمي النهر بالحجارة..
أنت الشيخ العاجز الذي ينتظر الطير الأبابيل..
أنت الضعيفُ إذا كانت شمسُك تُشرقُ غربًا..
أنت القوي إذا رميت السهامَ بقوسِ إسماعيل.
قم ففي داخلك طفلٌ له من جميل الصدى، ما قد تسمعه العرب من قيثارة الأنغام وألحانها؛ فأراها تظهر كثيرًا وكثيرًا من آلام النفسِ وأشجانها! فلا غرو أن نرى أناملك وكأنها تحنو على رأس مُهرة قد فقدت للتَّوِ خيَّالها! أعلم أن قلمك أبكم؛ لكن لأجلِ الأصالة بات يغزلُ من الكلمات أشعارها!
فبعض من ترانيم القوافي.. فيلتف من حولها أخَوات هدلة.. وإنْ كان النيل موطني.. لكني مصطفٌّ إلى الجوارِ بلا دعوة.. فعروبتي ترسمها أقلامٌ مدادها عزٌّ ونخوة..
فلا نفاذ من دائرة ما تؤول إليه مصائرنا.. فسفينة الحياة لستُ عليها بقبطانها لكني لم أنفكُّ مجرد أحد ساكِنيها..
فلا طاقة لي بالمُطلق من الأمر، فإليكِ عني بتلك العيون تقتلني، فلا تنظري إليَّ ولا الإشارة لترميها..
لم يكن عشقي لكِ عبثًا؟! لكني لستُ بحارسٍ لتخومِ جسدك ليحميها.. فأنا الذي لا شيء وإنْ كان حُبكِ يراودني طرفي النهارِ وفي ثنايا الدجي يُحاكيها..
تنظرين إليَّ وخجلًا منكِ تُنكس رأسي، لكنَّ قلبي بين قرع طبولِ لحنك يناديها.. وفي حاضرِ الأيامِ لم أنفكُّ أذكرك في كتبِ التاريخ ولعظيم قَصصك أنا راويها.
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.