مسحت بمنديل الأمل دمعات يأسي، والتقطتُ أوراقي باحثًا في عقلي ماذا أقول لكِ حبيبتي، كم انتظرتك لسنين وما أطول أيامها وشهورها فهلّا تجيبيني، أكتبُ بدمعاتي كمداد لرسائلي إليكِ فكم هي حارة تكاد أن تحرق أوراقي فأعيد الكتابة ثانية وثالثة إلى أن ترضى عني كلماتي فلا تحرق قلبي وأوراقي.
هل تذكرين عندما كنا نمرح معًا على شاطئ البحر الذي يسميه المصطافون شاطئ الغرام، ولكننا كنا معًا في الشتاء وحدنا لا أحد سوانا.
أنا ساخر من أحداث الزمن التي تجعلني أفارق أحبابي بدمعة على خدي، أنا ناقم على القدر الذي لولاه لما استحلت وخلقت في هذه الدنيا ولما كتب لي أن أفارق أحبابي.
في الشتاء يوجد أناس ينتظرون بعضهم البعض، وأنا في هذه الأيام لا ينتظرني أحد، شارد وحيد وجروح أليم القلب، لا أكاد ينظر إليّ أحد حتى يقول إنني أسعد الناس لغناي الفاحش ولعربتي الجديدة، ولكنني رغم كل ما أملك لا أملك إلا قلبًا حزينًا فكيف يفرح الحزين ولو كان طعامه العسل.
وأين أنا بكل هذا العالم، لو لم تكوني معي، هل تذكرين عندما كنا نتشاجر لاهين مقلدين ما يحدث بين الأزواج ونمثل فيلمًا ساخرًا من أفلام الحياة.
هل تذكرين وقت أن قلتِ لي في شجارنا الوهمي عندما قلت لكِ (أنا لا أطيقك... فقلتِ لي طلقني) أنا على هذه الكلمة قد ضحكت، ولكن بقي في قلبي طعنة في هذا الوقت أحببت أن أداريها عنكِ.
فرق وعودة
أما آن الأوان لليل هكذا قال الح * ساد بقسوة والخصوم
ما كان لقدري أن يستجيب برهه * ولكن الأجال والمقسوم
ما كان لشعري أن يغرد هكذا * كأذنين طير مذ بوح مهموم
أيكون ليلي لغيرك راجيا * أم إلى دنياي من دنياك مقسوم
قد بات أنسي بوجهك *بعد افتراق كظل وغيوم
لعمرك فلتحكي حكايتي قبيل فجر * فأنام وبالصبح أقوم
فلما تيقظت رأيت ليلي لها ثغر * كثغر الصبح أجلي من صبح الشمس
فتكلم قلبي بأحلى الكلام امسي * أيا ليلي يا من بتي فكنتِ أحلى من أمس
سبحان من سواك نور يجلي الظلام * أيا حبيبتي أنتِ نوري وصبحي ولمسي
لضوء الفجر أرنو كل ليلة فلا تبطئ * يا نور الشـــــــــــــــــــــــــمـــس
يا من اصطفيتك وجملتك * ألا يا حبيبتي لا تنسيني يا أغلى من نفسي
عادت روحي إليّ عندما رأيتك تلثمين خدي بقبلة لم ترح قلبي فقد كانت فاترة، أظن أنها ليست من حبيب لحبيب وأكَّد ذلك لي إخبارك لي أنك قد تزوجتِ بأحد أصدقائك عندما سافرتي إلى بلاد الغرب.
لم أكن أتخيَّل يومًا أنك ستفارقيني أو يكون لأحد حق فيكِ مثلما كان لي أنا يا حبيبة قلبي كم، ناديتك في مخيلتي فكانت تجيب عليّ روحي بأنكِ قادمة إليّ، وكنت أصدقها وأنا غافل عما يخبيه لي الغيب من فراق قاسٍ..
أنا المحب الولهان قد تخطفني أحزاني فأصبحت حيرانًا في نار الأسى والهجر أقاسي لوعاتي وأقساي حسرات قلبي الذي أنت سببها.
انتابتني للحظة نوبة غضب من نفسي على كل هذا الوقت الذي انتظرتك فيه، ولكنها لم تدم كثيرًا.
كنتُ فقيرًا عندما كنا معًا والآن أنا أحمل في جعبتي الكثير من المال وأظن نفسي رغم كل هذا المال فقيرًا، قابلتك وسرعان ما حضر زوجك وافترقنا إلى الأبد
سيكوميتريك..
لا شك أنك عندما تجلس على آلتك الكاتبة وتبدأ في الكتابة وتنتابك تلك الحالة من الرؤية المسبقة للأحداث فتتكون في عقلك القصة بأسرها وبأسرارها وتريد أن تكتبها على طريقتك الخاصة.
فأنا الآن لا أدري هل هذه القصة التي في عقلي رومانسية أم قصة من قصص الرعب فبطلتها شبح والبطل الآخر إنسان حي يرزق.
قابل سليم امرأة في الطريق في أثناء المطر، فقالت له معذرةً هلّا أعطيتني معطفك فأنا لم آخذ في الاعتبار لهذا الطقس السيئ.
كم كانت جميلة سمية التي لم تتعدَ العقد الثاني من العمر، ورغم كبر عمر سليم الذي كاد يتعدى العقد الرابع من عمره، أحبها بعد كلام دار بينهما عن الحب والفراق والأمل واليأس.
كانت الساعة الثالثة والنصف صباحًا، عندما بدأ يحس سليم بقشعريرة خفيفة عندما يمس يديها ولم يلحظ برودة يديها.
عزم سليم أن يطلب يد سمية من أبيها ولكن المفاجأة أن سميه قد ماتت منذ سبع سنين في نفس الليلة التي قابلها فيها سليم وأكَّد له أبوها أنها ميتة، وأخبره عن مكان قبرها..
ذهب إليه سليم فكانت المفاجأة أنه لقى معطفه على القبر، فقال غير مصدق يا الله حتى الإنسانة التي أحببتها بعد كثرة صبري في حياتي أعيش دون زوجة تكون شبحًا...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.