احمد محمد القاضي مارس 28, 2023, 8:19 م

خاطرة "داخل عقلي".. خواطر وجدانية

حقًا... إن سنة الله في الأرض هي التغيير، منذ أن أضاءت الحياة نورها بداخلنا ويتغير كل شيء من حولنا ونحن أنفسنا نتغير..

فها هو ذاك الرضيع يخطو خطواته الأولى، ويومه الأول في الدراسة ويومه التالي في التخرج، وها قد كبر الطفل الصغير وصار شابًا ومن ثم رجلاً، وخلال تلك الرحلة هنا نوعين من التغير: التغير الخارجي والتغير الداخلي.

وإن تغير من حولنا من أشخاص وأماكن، وتتوالى الوجوه وتتوالى علينا الأحداث، وربما عدم إدراكنا الكافي بأن تلك هي طبيعة الحياة وأننا بدورنا نميل إلى الاستقرار ولا نحبذ التغيُّر كثيرًا، إلى جانب تعلقنا بالأشخاص والأماكن وتلك الذكريات التي ختمت بقلوبنا وعقولنا.

يجعل من تقبلنا للتغير الخارجي أمر صعب لكنه أمر حتمي، لكن ربما تتساءل لماذا؟!

لماذا يتغير من حولنا ما أحببناه والفتت إليه قلوبنا؟! سأترك لك التفكير فيه الآن، لكن مع صعوبة تقبل التقبل الخارجي يوجد ما هو أصعب..

التغير الداخلي، قرأت ذات يوما عبارة تقول: "فما أصعب حنين الإنسان لنفسه التي كانت"، فمن منا لم يشتاق لذلك الطفل البريء داخله.

ذلك الإنسان الطيب النقي الذي يحب الخير للناس ويتمنى أن يعم السلام في كل مكان، ويحمل في طيات صدره ذلك القلب النقي الذي لم يحمل داخله سوى الخير.

من منا لا يحمل ذلك بداخله، لكن دومًا ما أقول "دع الله يصنعك كما يشاء" لكي ينضج الإنسان عليه أن يتعلم لكن ليس بداخل المدارس، سأخبر سرًا في أذنيك: كل تعلم هو تألم..

نعم الألم هو خير معلم للإنسان، لكي يشتد ساعدك وينضج فكرك عليك أن تمر بأحداث ومواقف وتجارب، وما أستطيع أن أخبرك له هو أنك سوف تتألم من تلك التجارب، وكلما اشتد الألم ازداد تعلمك وازاد نضجك، فلا تقف عند مرحلة الألم لكن انظر لما بعد ذلك، انظر إلى ماذا أراد الله أن يعلمك هذا الدرس، انظر إلى ما أصبحت عليه، انظر إلى رحمة الله فيك، كل ما أؤكده لك أمران..

أولهما هو أنك بمجرد تجاوزك لذلك الألم وتلك التجربة سوف تفتخر بنفسك لمجرد تحملك لذلك، أما ثانيهما هو أنك لن تعود لذلك الشخص الذي كنت عليه من قبل، وهذه رحمة الله بنا لا يحملنا إلا وسعنا..

أدرك أن الحياة رحلة قصيرة جوانبها محطات ومراحل، وأنها كفصول السنه تتغير وتتقلب يستحيل ضبابها قمرًا وحرها نسيم وأوراقها الخضراء تحملها الرياح غدًا.

فدع الله يصنعك وارضَ دومًا بقضاء الله وقدره، فمن رضى بقضاء الله أرضاه الله بجميل قدره.

بقلم احمد محمد القاضي

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة