سألتني الحياة يومًا: من أنتِ؟
فوقفتُ حائرة ولم أستطع أن أجيب؛ زممتُ شفتيَّ بحسرةٍ، وطرقتُ رأسي في حيرة، فقد فتح هذا السؤال شرخًا قديمًا في قلبي، وندباتٍ رممها الزمان؛ جعلني أسترجع ذكريات مطوية، وأحلامًا منسية.
ستقولون: ما كل هذا التعقيد؟
أنتِ فاطمة؛ أرأيتِ ما أيسر الرد على هذا السؤال؟!
فأجيب بامتعاض: فاطمة لا تكفي لتجيب عن هذا السؤال.
أعادت الحياة سؤالي من جديد، عندما تأخر ردي؛ ظنت أنني لم أسمعها؛ فوقفتُ هذه المرة قبالتها بقوة، ورفعتُ رأسي عاليًا في شموخ.
أنا يا حياة أنثى مزقتها قساوة الأيام، وجردتها من لباس الأمن والأمان، أسير في طريقي تائهةً لا أعلم لوجهتي سبيلًا، لكن أتعلمين ماذا؟
إن ما أصابني لم يكن بهذا السوء، فقد عوضني عمَّا حرمني، نعم تائهة، لكني مع كل طريق خاطئ أمضي نحوه أتعلم الكثير مما كنت أجهله. كل خطوة أخطوها تكون درسًا أتلقنه، لتكون إضافة جديدة، ونبذة أخرى تعبر عني.
تعلمت أن الأمن والأمان مشاعر ليس لها بديل؛ لكنهما ليسا سببًا لإيقاف رحلتنا عند هذا المنعطف، بل ربما يكونان دافعًا وسببًا رئيسًا لتحقيق رغباتنا، ووصولنا لوجهة ترضينا.
تعلمت أن ما أصابني جعلني كالطود، قوية وراسخة، أواجه كل صعب دون أن ألوذ بالفرار أو الهروب.
الآن أستطيع أن أقول من أنا؟
أنا دفتر كبير ذو خطوط عريضة، ما زلت أخط فيه تقارير رحلتي، فلم أصل بعد إلى نقطة النهاية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.