خاطرة "خذلان: وحدة وضوء".. خواطر وجدانية

خذلان..

في غمرة الليل البارد، وجدتُ نفسي وحيدة في مكاني الصغير، حيث تباعد كل الأصدقاء وبقيت أنا أواجه السواد وحيدة، مع الوعد الذي تركته خلفها صديقتي الوحيدة، ما زلت أتذكر اللحظة التي قالت فيها: "لن أترككِ أبدًا". وكانت هذه الكلمات تُعدُّ بالنسبة لي ملاذًا في عالمي المظلم.

أين ذهبت يا صديقتي؟ كيف خرجت من حياتي تاركةً في قلبي حفرة عميقة؟ كانت تلك هي الأسئلة التي تعيش داخلي كل لحظة، كان قلبي ينزف حزنًا، وكل نجمة في السماء كانت تشهد على وحدتي القاتلة.

حاصرتني الأماكن، ولكن لم أكن أعرف إلى أيّ جهة أتجه، الحياة بدأت تظهر أمامي كلوحة مظلمة، وأنا أتساءل في نوبات السواد: "هل يوجد لديّ مكان في هذا العالم؟"

وإذا سألتني عنها، كيف يمكنني الإجابة؟ مضت في حياتي كالعاصفة، تاركة وراءها أطلالًا مدمرة، لم يكن لدي تفسير، كيف استطاعت أن تخرج بلا وداع؟ ربما كانت قلوب البشر قاسية، والوداع لا يمثل إلّا كلمة فارغة في قاموسهم.

في لحظات الوحدة الطويلة، أجلس أفكر في الرحيل، أفكر في الرحيل إلى عوالم أخرى، حيث لا يسيطر الظلام وحده، ولكن حتى الرحيل يبدو صعبًا، فأين أذهب؟ ومن سيستقبلني في عالم جديد؟

وهكذا، أمضي الزمن وحيدة، أحاول فهم كيف تحول وعدًا إلى وداع، وكيف يمكن للإنسان أن يعيش بين الظلمة دون ضوء.

وحدة وضوء

إن حاصرتني الأماكن، في أيّ جهة أكون؟ لا أستطيع إيجاد مخرجٍ، وكأن الحياة تلتهمني بصمت، سجنني المكان بجدرانه الباردة، ولكن أين أجد الحرية؟ أنا الشخص الوحيد الذي يعاني في صمت.

وإن سألتني عنك، بماذا أُجيب؟ أنتظر السؤال وأنا ملتصق بظلمة الأماكن، متسائلًا عن طريقة قولك وداعًا ومغادرتك. هل رحلت دون أن تلتفت للخلف؟ هل تذكرت أن القلوب قد تترك أثرًا لدى رحيلها؟

في هذا العالم المملوء بالحيرة والفقد، يظل السؤال معلقًا في الهواء كالدخان الثقيل. "كيف فعلوها؟" أتساءل بصوت مرتفع، ولكن لا يوجد جواب، سوى صدى الصمت الذي يعتري المكان.

ربما يكمن السر فيما يحدث خلف الأبواب المغلقة، في رحيلهم بلا أثر وكأنهم يدخلون أبوابًا جديدة دون أن يعلموا ماذا تحمل؟، وفي تلك اللحظات، يصبح الرحيل فنًا صامتًا، حيث يفقد اللحظات لونها ويبقى السائل حائرًا في دوامة من الألغاز.

فأنا أدخل في أفق من السواد، حيث يلتهم السؤال قلبي وروحي، وأظل هائمًا في الظلام أبحث عن إجابة لا تأتي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة