خاطرة "حينما يكون خزان الحب ممتلئًا".. خواطر وجدانية

إن طبيعتنا البشرية التي خلقنا عليها تجعلنا نرغب دائمًا في أن نشعر أننا محبوبين، سواء من العائلة، الأم، الأب، الزوجة، أو الأبناء، ثم إن الرغبة بالشعور بأننا محبوبين تغلب على مشاعرنا الأخرى، فكلما كنا محبوبين كنا أكثر عطاءً، وأكثر ثقة بمن هم حولنا؛ لأن الحب يخلق الاستمرارية سواء على مستوى الحياة العملية أو الشخصية.

منذ القدم كانت الأديان والرسالات السماوية تقوم على مبدأ الحب والرغبة حتى نؤمن بها، واستمر ذلك حتى عصرنا الحالي، وذلك لأن الحب له دور كبير في استمرار العلاقات الشخصية. فعندما يشعر كل طرف الآخر بالحب، ينتقل ذلك إلى الأبناء فيتعلمون كيف يمكنهم نقل المشاعر المختلفة، وفي مقدمتها الحب.

إن نظرة كل طرف للحب تختلف باختلاف العادات والتقاليد والأعراف الموجودة داخل كل مجتمع، فربما يكون التصرف والسلوك فيه أخطاء وهو يقوم على الحب، فعلى سبيل المثال: زوجة يكون زوجها مدمنًا على الكحول، فتحضر زجاجات النبيذ له لأنها تحبه. وهذا سلوك خاطئ؛ لأن الكحول تزيد حالته سوءًا من الناحية الصحية أو الشخصية.. أو فتاة تصبح حاملًا بطريقة غير مشروعة تحت دافع الحب.

إن نظرة المجتمع للتصرفات غير المشروعة تحت دافع الحب تُعاقب عليها قانونيًّا. ومن هنا، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الزوج المدمن على الكحول قد يعاني عدم شعوره بأنه محبوب من قبل الآخرين، أو حتى من قبل زوجته، مع أنَّ إحضارها زجاجة النبيذ له تعبير عن حبها، لكن رسالتها لا تصل إليه!

أما الفتاة التي تفتقد الحب من قبل محيطها؛ فإنها تبحث عنه في إقامة علاقات غير مشروعة. وفي كلتا الحالتين، الشعور بالحب هو ما تبحث عنه الفتاة، وما يبحث عنه الزوج.

ومن أجل تفادي السلوكيات الخاطئة من قبلنا كأفراد، ينبغي أن يكون خزان الحب ممتلئًا. وينطبق ذلك على العلاقات بين الزوجين، إذ يجب أن يكون خزان الحب ممتلئًا على الدوام.

إن عدم إشعار أي طرف بحبه للآخر يؤدي إلى حدوث توتر في العلاقة. ليس الحب بالمعنى الجسدي، بل الحب المعنوي الفعلي بكل كلمة وسلوك وتصرف، ثم إن عدم أخذ هذا بعين الاعتبار يؤدي إلى تشتت العلاقة ونهايتها، إما بالانفصال وإما بطلب الطلاق.

يجب علينا أن نُعبِّر عن حبنا للآخرين بكل الطرق والوسائل التي تؤدي إلى استمرار العلاقات، دون أن نشعر بمختلف المشاعر السلبية التي قد تدفعنا إلى سلوكيات خاطئة تؤثر علينا نحن الأفراد، وتؤثر في المجتمع الذي نعيش فيه.