هناك بعض الأشياء التي أكرِّر قولها غير واعية تماماً بها، ألفظها فقط إيماناً بقوَّتها في صنع هالة من الطاقة حولنا، تدلنا ماذا نفعل للوصول لما نريد..
اليوم يُصر لساني على قول إن مخ الإنسان لا يفرِّق بين الحقيقة والخيال، ويترك لرأسي باقي العمل، أفكر أولاً بماذا كنتُ أفكر قبل أن تخترق هذه الفكرة رأسي، والبارحة، واليوم الذي قبلها.
ماذا كنتُ أعيش، أو ما الذي جعلت نفسي أصدق أنني أعيشه! لم يستغرقني الأمر وقتاً طويلاً حتى اعترفت أنني وبشكلٍ ما أعيد عيش إحدى التجارب المؤلمة يومياً داخل رأسي بإصراري أنها انتهت وإجباري على تناسيها وتذكر نهايتها فقط..
النهاية تمنحني إحساساً ضئيلاً بالحرية، يجعلني أشعر بالرضا ليس لأنها ما أريد، ولكن لأنها تذكرني ألا أفعل ذلك مجدداً أبداً، أصبحتُ مشغولة بحماية مفرطة لنفسي من تجربة مشابهة، ونسيتُ أنني أدفع نفسي عمداً إليها يومياً للتأكُّد من أنها لن تتكرر..
لا أفهم العقل البشري لكنني أشعر بالامتنان الشديد لاكتشاف شيء كهذا، فسرُ كل نوبات الهلع والحزن المكررة مؤخراً، أمتن للحزن الذي جعل موسم الطيور المهاجرة أكثر شاعرية بالنسبة لي هذا العام، وجعلني أنصت إلى كل شيء حولي طيلة اليوم، فعندما أصمت قليلاً وأضع رأسي على كتفي أستطيع سماع صوت نبضي وأحظى بلحظة سالمة وهادئة ومُربكة..
أستمتع بالإفصاح عن مشاعري أصبها كلها للآخرين ولا أنتظر ردة فعل؛ لأنني لا أحتاج سوى السماح لها بالخروج في وعاء شخص آخر غيري، أخيراً أظنُ أنني تمكنتُ من أن أعيش حياة عادية لا أسمع فيها صوت قلبي يسقط ويتحول لقطع صغيرة لأنني لم أفهمني اليوم.
اقرأ أيضاً
- هل النباتات آكلة اللحوم موجودة بالفعل أم مجرد خرافة؟
- تعرف على تاريخ عالم الكيمياء والفيزياء عبر العصور المختلفة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.