تعودت حين يتنفس الحرف أن أتلقى أنفاسه بصدر رحب وأنتظر ما يجول به عليّ، فأنا وقلمي وحرفي وقلبي كيان واحد، والآن أجده يأتي لينقش في قلوب محبي الكلمة الآتي، وهذا الآتي هو ما يلح على قلبي أن أدونه في قلوب من يحبني منذ فترة بعيدة، ولكني كنتُ أحاول أن أقنع حرفي بالتحضير أولاً، لكنه كان دائم الإلحاح.. نعم يا قلمي تفضل..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال القلم: قد شغلني موضوع أجد أنه إذا أثير بين الناس قد يضبط كثيرًا، من الحياة وهو متفرع تفضل يا قلمي. نعم سأتفضل.. فكثيرًا من الناس تشكو من الحياة وأنا أبحث عن هذا السر، وجدت أسبابًا كثيرة واليوم سأذكر جانبًا منها.. وما هو يا قلم؟
انتظري يا روح فيا روح هو (حسن استخدام النعمة)، كيف يا قلم إن هذا الموضوع يحتاج منك كتابًا وليس سطورًا..
لا تقاطعيني يا روح سأتكلم بقدر استطاعتي وأكمل.. كلما جئت إلى هنا حتى ينتهى الموضوع.. إذا تفضل ولن أقاطعك..
قلت حسن استخدام النعمة، أكمل فحسن استخدام النعمة يا روح تبدأ بالحمد وليس لها سقف نهاية، فلنتكلم عن الحمد أولاً "عندما يرزق عبدًا" من عباد الله ولنسميه طبيب الروح يا روح.. هههه ولماذا هو؟
فهو عالمك الافتراضي، نعم أكمل الكلام يا قلمي حين يرزق طبيب الروح بنعمة تفضل. نعم وكان يحلم بغيرها أو أنها ليست كما ينبغي بالنسبة له، فكيف يفعل؟
أتسألني أنا؟ نعم أنت تعرفيه جيدًا.. هههه سوف أرد عليك إنه الغالي.. إنه يظل يفكر طوال اليوم ويشعر دائمًا بالمقارنة وكلمة (لو) لا تترك فهو إذا فاسأليني أنا كيف يكون رد فعلي واعتبرني إنسانًا.
تفضل يا قلمي ماذا يكون رد فعلك سوف أترك المقالة وأهرب منك هههه.
قلمي أتمزح في الجد آسف جداً.. يا روح أولاً سوف أبحث عن سبب مجيئ هذه النعمة دون غيرها حتى وإن كانت ليست على هوايا..
لا بد يا روح أن الإنسان يثق في رزق الله له، وهذا يحتاج إلى تدريب بمعنى أن الشيطان والنفس والهوى والفتن كل هؤلاء يجتمعون على أن لا أحمد ربي، وهنا يبدأ الصراع بين كل هؤلاء وبين ثقتي بربي وما يختاره لي..
تأكدي يا روح أن كل ما رزقتِ به فهو لكِ، وهو أفضل من اختيارك حتى ولو كان في ظاهره عكس ذلك، وحين تبحثين بصدق وتثقين في رب النعمة لن يترك لكل هؤلاء أولاً..
ألا تعلمين أن كيد الشيطان ضعيف، يتبقى الفتن ومن حولك ربما تكون ظاهر النعمة لا تناسب المجتمع والنفوس التي تتميز بكبر وتعالٍ، وهنا يحتاج منا الأمر وقفة فهم بشر، والكل بين يد الله ذليل هل من الصواب أن تكون الناس عندي أهم من أن أشكر ربي على رزقي وأكون في قمة الرضا بالنعمة..
والعائق الآخر رغباتنا، نحن ربما هذه العطية أو الرزق ينتابنا شعور أنه غير مناسب، وكنت أتمنى غيرها كيف نتغلب على هذا، فلنسرع جاهدين نسأل أنفسنا إذا جاءك صديق وهداك هدية متواضعة، كيف يكون رد الفعل..
فمن المؤكد ألا يخلوا الحديث من الشكر والتهليل لأننا كنا في مركز الاهتمام والشعور.. كيف يتجرأ العبد على رفض الهدية أي الرزق بالتحدث إلى النفس بعدم الرضا أو بقبول نقض الآخر أو التسليم للشيطان بكراهة النعمة والرزق..
وهذا جانب من جوانب حسن استخدام النعمة، لأن بعد الرضا يهبك الله بحبها وحب النعمة من حسن استخدامها، لأن بعد الحب إبداع وحرص على استخدامها والحب والحرص وغيره من طرق حسن استخدام النعمة سوف يكون لنا لقاءات بين الروح والقلم..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.