سالم عامر نوفمبر 23, 2022, 8:49 م

خاطرة "حنين الماضي وشغف المستقبل".. خواطر وجدانية

بين الفينة والأخرى يشدُّنا الحنين إلى الماضي الجميل، حيث البساطة والنقاء، حيث كان الناس يجتمعون أفواجاً لبعضهم البعض من أجل تبادل الأخبار، وتناقل الأفكار، وتدارس الكتب، وأخذ العلم.

كم كنا بسطاء والسعادة ترتسم على محيا الجميع! لم يشغلنا عن أنفسنا شيء، وكان الجار كالأخ، وكانت القرية عبارة عن منزل للجميع، حال الفرد من حال الكل، نجد التكاتف، والتآخي، والترابط، والتعاون، والجد في العمل!

نعم، هذه الخصال الحميدة كانت ثوابت راسخة بالفطرة عند الجميع، فالحياة البسيطة تعلِّم الإنسان سد حاجته دون زيادة، وتعطيه درساً في المثابرة للحصول على رزقه، وتدفعه للجد والاجتهاد من أجل تطوير ذاته.

نعم، افتقدنا تلك الحقبة من الزمن بما فيها، وتكالبت علينا التكنولوجيا في شتَّى حياتنا، حتى أصبحنا نعيش في الواقع الافتراضي بعيداً عمَّا كنا عليه، حيث تجد الجميع منشغلين في هواتفهم وأجهزتهم، حتى زيارتهم لبعضهم أصبحت عن طريق هذا الواقع.

أصبح الأمر خطيراً جداً، خاصَّة على الأطفال، حيث تراهم لساعات طويلة على تلك الأجهزة، حتى أصبح الجهل في الكثير منهم، فنراهم لا يجيدون التواصل، والتعايش مع الآخرين، حتى تكاد تشك عند لقائك أحدهم أنه مريض، أو يعاني خللاً عقلياً، ترى ذاك الوجه الشاحب، وعدم الاتزان في الحديث، والتلعثم عند سؤاله.

سنحاسب جميعاً على أبنائنا، فهم أمانة لدينا الواجب المحافظة عليهم من خلال إرشادهم لما يشد من هممهم، ويفتح بصيرتهم، وينمي لديهم حب الجماعة دون الانطواء على الذات.

هنا نحتاج أن نقف لنسأل أنفسنا ماذا قدَّمنا؟ وهل سنغيِّر من واقعنا؟ أم أن الواقع الافتراضي تمكَّن منا؟

هذا لا يعني الانسلاخ من العصر، ولكن التعايش مع متطلباته بمحاذير، وأخذ حاجتنا بما ينفعنا ويخدمنا، ووضع الضوابط والتوجيه المناسب للاستفادة القصوى من عصر التكنولوجيا.

- إسبانيا تقدم مباراة 7 نجوم أمام كوستاريكا

استكشف المزيد حول خاطرة الحنين الماضي

بقلم سالم عامر

هاوي للكتابة بشكل بسيط بدون تكلف، وأسعى للكتابة بلغة بسيطه بما يلامس الواقع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة