خاطرة "حُمرَة الحب".. خواطر وجدانية

لطالما خشي المرء من المحبة، فكان في كل مرة يتهرب من ذلك الطارق الذي يدق على بابه، فيُبعده ولا يدعه يقترب منه.

وبالرغم من القوة التي تسكن ذلك الزائر لقلوبنا، ومدى المتانة التي تحويه، فإننا نخشاه ونخشى ذلك التغيير الذي يطرأ علينا بمجرد أن نفتح له الباب.

ولأننا نُدرك جيدًا جَبَروتَه وهيبته فإننا نهرب بعيدًا، بالرغم من أنه معلم مخضرم جيد، فالقلوب كلها يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب، وكيف لا وهو المداوي والشافي لها.

فحين تُصاب تلك المضغة بعطب، نراه يُسارع لتصليحها وإن استلزم الأمر فإنه يفككها ومن ثم يُعيد تركيبها.

-لكن أتعلم دعيني أعقد اتفاقًا معك!

دع بابك مُواربًا وزائرك سيتكفل بالمهمة، وسترى أنه أعظم زائر يدق بابك، فلا تخشَ فإن ما نخشاه هو في الغالب من سيُحدث الفارق.

والآن ألا تزال تخشى المحبة يا قلبي؟

إن هذه الكلمات هي نظير تركك لبابك مواربًا، وهي من نصيبك يا قلبي..

أصيب أحدهم بِعِلَّةِ الحُبِ

فتوارى عن الأعين والأنظار

تجمعت عشيرته حول مسكنه  

تسأله عن شعوره وعن السبب 

تلعثم صاحبنا وعزم على الصمت

أمَّا ما يشعر به فلم يعرفه من قبل

لقد ارتبك وحارَ في وصفه للحال

فطلب منه أحدهم أن يُريه سِحْنَتِه

فأبى أن يطيعه فيما طلب ورغب

فلما يئسوا راحوا يُعَيِّرُونَه بالحب

وأنه هيِّن وسهل وأنه وقع في الجُّبُّ 

جُّبُّ لطالما احترسوا منه ومن قاعه 

بل كيف له أن يصل إلى هذا الحد ولِمَ لمْ يأخذ جرعة التطعيم والمصل 

وكيف له أن يغفل عن هذا الأمر؟! 

أرجو أن تكون لديه بعض المناعة ليقي بها قلبه ويحفظ بها ماء وجهك

فمكث بين جدران بيته وفنائه

لتلمحه خيوط الشمس وتنبهر

حُمْرَة تعلو وجنتيه وقلب يخفق بعجل

فراحت تتساءل وتتحرى المشهد

فالزُهرة وحدها من تستفرد بهكذا لون

لون يختلط بليلٍ حالك مُحَمَّرٌ

ليتحول إلى قرمزي يَسْبِي الأنظار 

فاستمع لحديثها باقي الكواكب

هل تراه فاق القمر نورًا وحمرة؟

وكيف ذلك وهو الذي يسكن الأرض؟

أما فينوس فاختلط عليها الأمر

وهي المتحكمة في الحب والجمال

هي أيضًا تساءلت عن هذا المخلوق المُركَّب

والذي يسكنه شيء مما تملك

فأطل عليها ليلة من شرفته

فتوارت هي عن الأعين والأنظار

نور يشع من وجهه وتقاسيمه

فعرفت للتو أنه من أهل الفجر

صاحبنا هَدَاهُ اللَّه النَّجْدَيْنِ

فأنار وجهه نظير ركوعه السجدتين

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة