كنتُ أبعد ما يكون عن مجرد التفكير في موضوع أدائي للعمرة؛ وذلك لانشغالي بأمور الحياة وبعدي تمامًا عن الدين، بل الأكثر من ذلك أنني لم أكن مواظبًا على أداء الفرائض.
ثم جاءت حادثة الشهيدة نيرة أشرف رحمة الله تعالى عليها وما تلاها من لغط وخوض في عرض البنت رحمها الله وعرض أهلها وأخواتها، ووجدتُ نفسي من المدافعين عنها وعن عائلتها بكل ما أوتيت من قوة؛ لإيماني ببراءة الشهيدة وأسرتها من كل هذه الافتراءات، وتأكد لي صدق إحساسي عندما ذهبت إليهم في المحلة أسبوعيًا، رغم أنني كنت مصابًا في قدمي تلك الأيام بسبب إجرائي عملية جراحية كبيرة وكنت أسير بعكاز، ولكن إيماني بالقضية كان أكبر من أي صعوبة.
إلى أن جاء يوم كنا نتحدث فيه في محادثة على الماسنجر لأفاجأ بإحدى الأخوات تقول لفظًا (مين عايز يطلع عمرة) لآخذ الأمر من باب الدعابة فأقول لها (أنا) لتخبرني أنها سترسل رقمي إليهم وسيُتَوَاصَل معي.
ثم مرَّ على هذا الموضوع مدة ولم يحدث شيء فنسيت الأمر وظننت أنه دعابة، حتى فوجئت باتصال هاتفي من رقم غريب وإذا بها سيدة فاضلة تخبرني أنها مندوبة العمرة، وكنت غير مصدق لدرجة أني عندما أخبرت والدتي بالأمر اتهمتني بالجنون وأن هذا لا يحدث إلا في المدينة الفاضلة.
وحينها حدث لي زلزال داخلي هز وجداني، ووجدت نفسي أتساءل (كيف سأذهب إلى بيت الله الحرام وأنا على باطل)، ووجدتني أبكي بشدة وأقسمت على الالتزام وقد كان والحمد لله على كل نعمة، ثم طلب مني جواز السفر فجهزته وأعطيته للمندوب واستغرق الأمر وقتًا من الزمن حتى مُنِحْت التأشيرة وأنا غير مصدق ما يحدث لدرجة أني أرسلت التأشيرة للسفارة حتى أتأكد إلى أن حان موعد السفر وكنت متجهًا للمطار وأنا ما زلت غير مصدق لما يحدث لأقضي أحسن خمسة عشر يومًا في حياتي كلها من الأوجه كلها، وذلك نتيجة دعوة من الله لي لزيارة بيته الحرام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.