كانت ملامحي ساكنة لا تمت لداخلي بشيء، أحمل بداخلي ثقل الشعور، ومرارة الخذلان، تكبلني الأحزان وأكبلها بقناع قوة زائف، أبدو لكَ أني متزن وأنا أشد ما حولك اضطرابًا، وابتسم بملءٍ وداخلي غارق في البكاء، أسير بخطى تبدو ثابتة، لكني أخشى السقوط من شدة الوهن، أعيش بقلب فارغ؛ من الحب والحياة.
أسير في الحياة بلا حياة، وأقدم الحياة لغيري، أنا أكثركم حيرة، كيف لإنسان أن يكون سيرياليًّا إلى هذا الحد!
ولكن هذا واقع؛ واقع قاسٍ ومروع أن تلبس جلباب الفرح لروح تكاد أن تفرط من شدة الحزن.
اعتدت أن أسمي الأشياء بمسميات أخرى مناقضة، ظنًّا مني أن هذا يخفف من أثرها، غير مدرك أن هذا يفاقم حجمها، ويزيد من حدتها. كنتُ أختنق زيفًا، وتحتضر الأحاسيس مكبوتة في داخلي، مخلفة دمارًا هائلًا يتفاقم في كل مرة حتى وصل إلى ذروة تحملي، فبدأ الحريق داخلي وأنا صامد كمن بداخله يقام الفرح.
أذكر ذات مرة كنت تائهًا عني، وهاربًا مما أحمل في وعاء روحي. قد كنت خاسرًا أحمل هيئة الرابح، فسألني أحدهم عن سر سعادتي ومدى أريحيتي، في الوقت الذي كنت أود أن أصرخ مستسلمًا أمام جبروت حزني. كنت على وشك أن أبكي وأخبره بأن الأرض تضيق بي حزنًا، ولكن خانتني نفسي وقلت مبتسمًا بأن سر سعادتي يكمن في كوني حقيقيًّا أكثر من اللازم.
كنتُ أريد أن أخبره أن يكون حقيقيًّا حتى لا يرتدي ذات يوم قناعًا من فرح يغطي به حزنه، وألا يهرب من الأشياء التي يحملها في وعاء روحه، لأن ما تهرب منه تحمله معك ووحدك، حتى لا تزيد وطأة الأشياء عليك بتزييفها!
ألبسوا الأشياء أثوابًا من الحقيقة حتى تبدو أخف على النفس، وأقرب للتجاوز، وسهل العبور بها؛ لأن ما يكمن في النفس ينبغي أن يُسَلِم له الجسد ويعبر عنه؛ فلا يمكن أن يضحك وجهي وقلبي يبكي، فهذا يتطلب جهدًا أكبر من المقدور.
دع جسدك يتوافق مع داخلك في التعبير، وعِش الشعور كاملًا على حقيقته؛ فما ضر الإنسان سوى الخداع، وما آذاه سوى نفسه، وما سلب منه متعة الحياة غير الهروب من مآلات حياته. كن على حقيقتك تكن قادرًا على احتمال الشعور.
أحسنت النشر.. بالتوفيق
تسلم 💙
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.