وما زلت في تلك الليلة.. ليلة سكرت فيها حروفي وباتت تترنح بين فرحي وقلقي وأملي وخوفي، تكتب وكأنها تخاوي عفريتًا أو جنًا.
وأقول كلامًا يكتب غيرة، ويعاند ويعانق فكرة، ويكاد العقل منه يجن حرفيًّا، فجأة كتب الحرف تلك السطور وقال: أنا حرفك، أنا قلبك، أنا نبضك وبسطوري أنا سلطان، أنا من يقتل الحرمان، أنا فياض بالأمان..
وكنتُ أعاند الأفكار، غمرتي الليلة بالأحزان، هدمت بحرفي كل آمال، أنا حرف عهدت القلب عهدت القلب والوجدان.
والآن نعيد الليلة من آخر ساعة فيها، وأحزنها من أعلى مكان نلقيها، وكلمة يأس نخفيها حبيبتي يا روح.. طبيب الروح أتنفس بأنفاسه، وأنفاسه شفاء للجروح، إن عشقه وإحساسه أنا قلمه وأنفاسه وسطري له غذاء الروح.
انظري ها هو ها هو.. ها هو طبيب الروح، نعم إنه هو طبيبي وحبيبي قد هل بأنوارٍ وبريق..
أيا طبيبي، أيا حبيبي لا تدعني عن الخيال أفيق، أيا قلمي عدت لي أملي أنت قلمي وقلبي وعاشق ورفيق.
أيا قلمي، أشعر أنفاسي كنسيم الصيف تخرجني من عنق الضيق، وكأن حواسي تدعو بالحب لكل عشيق.. يعشق حلم العشاق ويضم الحب بالأشواق.
وإذا بالروح فاضت في سماء الحب تنادي أيا طبيب الروح أيا رائحة عطرت كل الدنا بالحب والأشواق تفوح.. أيا خيالاً كالطفل يخشى الفراق.. فبات ممسكًا بالروح.
يا حبيبا يأتي في خيالي كالطيب، أتى في ربيع ونسمة وحر الصيف. والآن يا طبيب الروح فلتبدأ حفلتنا أنا وأنت وقلبي ووجداني سوف يحتفل بك القلم في كوكب خيالي.
وقبل أن أبدأ حفلتنا، وإذا بطبيب الروح للقلب يفاجئه، يقدم للقب هدية وردة من حبة نادية.. ليست كالورد العادي ونداه من ندى حبيب الغالي، يبتسم حين ألمسه.
وإذا بي وجدتني أطير بجناحي الحب وحدي أنا وطبيب الروح وهناك كان كوكبه.. ألوان الطيف بالحب تغازله.. وبريق الحب يداعبه.. عصافير تغني وكأني.. وكأني في نفس الحلم!
أكاد حبيبي أذكره، نعم فالآن الحب يفسره.. فرأيت هناك هذا العصفور ينادي باسمي وباسمه.. وهناك نعام يرسمني.. وحديقة فل تحاوطني.. ويدي في يد طبيب الروح أنغام الصفاء وسحاب يدفعنا إلى كوكبنا أنا وطبيب الروح.
نلتقي قريبًا جمهوري العزيز..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.