وصال مصطفى العمر أبريل 13, 2023, 12:13 م

خاطرة "حرب الإخوة الأشقاء".. خواطر وجدانية

"أصفري"

شقيق الروح، سأقصّ عليك ذكرى -مرّت عليها السنين ودثّرتها بالحنين! وأحسب بأن اليوم يوم مولدك!

إليك: بعد مرور سنة هأنذا قادمة من مفترق طرق أشقّ طريقي بخطى متعثّرة!

يختل توازني تارة، وأتماسك تارةً أخرى خشية الوقوع فالأرض مليئة بالحجارة!

والسقوط عليها بيومٍ شتويّ بارد هو بمثابة الهلاك!

وعلى رغم صغر سنّي الذي لم يتجاوز السنة، حيث تقول أمّي بأنّي خطوتُ أول خطواتي بعمر تسعة أشهر، لم أدرِ وقتذاك لِمَ كلّ ذاك الإصرار، في أن أتدارك مراحل العمر على عجل!

أريد أن أخطو أن أتكلم أن أكبر!

عَجُولَة منذ ولادتي -كما تقول أمي- حتى أراك متوسّداً حضن أمي، ببشرتك الصفراء التي تشي بعصبيتك، فتصرخ وتبكي دون دموع -عصبك استنزف دمعك!

فتهدهد لك فتهدأ! ثمّ تعاود الصراخ من جديد!

لا أدري ما حاك في صدري حينها، لكنني شعرت -رغم برودة الجوّ وصقيعه- بأن جذوة نارٍ واستعرت في جوفي!

أهي الغيرة؟!

لا أدري!

كلّ ما كنتُ أعيه في تلك الآونة، أنّ ضيفاً ثقيلاً قد حلّ في دارنا، وبأن متطفّلاً صغيرًا ترك كلّ رحابة العالم واتساعه ليشغل حيّزي المفضل، وملجأي الدافئ حضن أمّي!

كُسر قلبي الصغير دون أن يُصدر جلبة!

حينما رأيتهم يلاطفونك ويداعبونك ويهتمّون لجلّ احتياجاتك! وأنا لا يعبأ بوجودي أحد!

هنا خطرت لي فكرة شيطانيّة! تظاهرتُ بالألم، ووضعت يدي على رأسي! رغم أنّي كنتُ لا أدرك ماذا يعني الألم!

كلّ ما أعرفه أن أمّي كانت تضع يدها على رأسها

حينما يُغضبها أحد! وتغيّر ملامح وجهها! لترى بأن كلّ من في الدّار يجري لكسب رضاها! ولعلّي تقمّصت دور أمي في هذا المشهد!

فصرختُ ملء فمي! لتتحول الأنظار كلّها إليّ! وتسرع أمّي لتحملني إلى ركني الآمن، وهي ترتجف من الخوف بأن يكون مكروه قد أصابني!

وتداعبني في حنوٍّ، لتنفرج أساريري عن ضحكة صفراء تشي بالانتصار أرمقك بها! لتبادلني بنظرة المتحدّي!

ومن هنا نشبت أشدّ المعارك ضراوة على سطح الأرض!

حرب الأخوة الأشقّاء!

استكشف المزيد حول حرب الروح خواطر وجدانية

بقلم وصال مصطفى العمر

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة