إلى حبيب طفولتي وصديقي وبطلي إلى أن يفنى العمر
أيا مَن سكن قلبي صغيرًا وما زال يملكه كبيرًا، أكتب إليك بروحٍ ملؤها الشوق والحنين. كم عبثت أيادينا الصغيرة برمال أحلامنا، ترسم قلوبًا تُقسم ألّا تفترق أبدًا. كنت حينها رفيق لحظاتي، وابتسامتك أول حب علَّم قلبي معنى الحياة.
أيا من لمعت عيناه يومًا بشقاوة البراءة، هل تذكر أول كلمة نطقتها شفاهي؟ كانت "أنت". كنتَ عالمي الصغير، وها أنت الآن عالمي الكبير، وإن افترقت المسافات وتغيرت الأيام. لا شيء في الوجود يملك أن يمحو آثارك في قلبي، ولا أحد يستطيع أن يسرق دفء حضورك في ذاكرتي وذكرياتي.
لا أذكر يومًا كنت فيه دونك، فأنت جزءٌ من تكويني وكينونتي، أنت الشجرة الطيبة التي نمت في أرض روحي وظللتها. حبك حكاية عمرٍ ممتد، وهذا العمر يزهر مع كل ذكرى، ويتجدد مع كل نبض في صدري.
يا حبيب الطفولة، ليتك تعلم أن القلب ما زال طفلًا حين ينادي اسمك ويرى وجهك، وأن الحب الذي كان صغيرًا كبر ليصبح أكبر مني ومنك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.