حين يبتسم الفؤاد تعود لي أنفاس تتنفس حسدًا وحقدًا.. ورغم أن طبيب الروح بمقياس الزمان يُعدُّ وهمًا، وليس له وجود إلا في عالمي الافتراضي، فإنني في عالم العارفين بالهوى، أسقيته ماءً معطرًا وكان لسقمي دواءً.
فتجسَّم الوهم طبيبًا، وصار ينقش فى الفؤاد عشيقًا. تقسيمة شفافة.. لا يمشي على الأرض بل هو بين الأرواح يطوف روحًا أحبت في الخيال روحًا.. وناديته طبيب الروح.. والآن أدعوه إلى كوكبي.
يا طبيب الروح اختبئ.
بين رموش الحب من عيون الحاسدين
أتلمَّس الأشواق بقلبي أهديك رقوة المحبين
أهديك أشواقي دواء الروح تشفيك
ودعائي بصفوة الحب قلبي لقلبك يرقيك
أهواك وإن كان الزمان يعاديني
وينذر القلب ويغدر بتقاسيمي
فالقلب لا يحسب عليَّ أيامي
ولا يعتد بأرقام أو يحسب لي سنيني
أحببتك كما الطفلة. أحببتك كما الوردة في ربيعها.
بدونك هي شاردة تموت أوراقها
أحببتك ولم أعد للزمن عدة
إني طبيبة روحك رضيتَ أم لم ترضى
أحببتك وإن لم تعلم ماذا أعد لك القلب
أحببتك لأنك من علمتني الحب
أحببتك يا طبيب الروح والقلب
إن كنت لك طبيبة الروح كل هذه السنين
فأنت لي طبيبي من قبل أن تأتي السنون
أنت طبيبي وأنا في رحم الحب جنين
وبميلاد حبي لا مكان ولا زمان ولا أنين
غير قلبي وحبي والحنين
يا طبيب الروح
إذ مر قلبك بالهوى. بالهوى اهواني. إني دعوت رسول العشق. رسول العشق لبَّاني. بكل لغات العاشقين حتى لغات الطير أهداني. بنجمة من عينيك بريقها وسحرها سحر الجاني.
كدت أجن حين كنت اُقَبِِّلُها. وأتمتم فيها تعاويز تجلِبُ الغالي. آه لو تعلم ما كنت أطلبه. وما قرأته بفنجاني. أشفقت على قلبي وكنت سأسكبه.أضحك وأبكي كما المجنونة على حالي.
إني في يوم كنت أطلبه عشقًا لقلبي أنيسًا لوجداني. حتى أنال نجمه العالي.. يا من سكنت خلوة الخيال والوجدان تحاوره. يا من تجسم في أطيب الأحلام والآمال.
ثم عادوا لي يقولون ويفسدون أغلى وأحلى الأماني
فقلت والحزن يعصر الفؤاد عصرًا
ألم تعلموا أنه قد غاب عني يومًا
قالوا يومًا.
قلت يومًا واحدًا
والحزن بات محاصرًا
فقالوا لي أشفقي على الروح
أتعشقين
همس خيالاتٍ وفكرة
قلت لا
بل إنه نبض الحياة
تنبض الأنفاس ذكرى
قالوا لي أتتوهمين
قلت لا
بل إنه قد ارتوى القلب بنداه
وبدونه تهجرني الأشواق هجره
وقالوا لي وقالوا لي
قلت لا ولا ولا
هجرة الأشواق تميت قلبي
إنه ترياق يروي زهري
علَّم العشاق الحب. بنبض قلبي
صوبت عيون الحاسدين سهامها
نحو قلبي فغاب عني
ليلة بليالي العمر كله أوجعتني
يا طبيب الروح عد
يا طبيب القلب مد
مد أشواقك وزدني
إن لي في القلب وردًا
بارتواء الشوق يدني
من ندى الأشواق فتح
وانتشى ربيع عمرى
حتى أشواكه لا تجرح
تستحي وفاء قلبي
يا طبيب الروح لقلبي
لست لي عابر سبيل
في طريق الحب يمضي
يا طبيب الروح لقلبي
دق قلبي لك أثير
اصطفاك تكون قيضي
ما أروع القيض الجميل
حين ينبض صوت قلبي
لقلبك ردًّا للجميل
كم أرى السامع تعجب
أن أرى الخيال جميل
كي أرده
أو أرى الوهم ترنم
ترانيم الذكر الجميل
يهمس بوده
يا طبيب القلب
يا طبيب القلب لم تعد في القلب ذكرى
يا طبيب القلب لست طيفًا
ولا عابر سبيل بين خيالاتٍ وفكرة
بل أنت للفؤاد مرسى
بشِّر فؤادك أني أعددت قلبي للسعادة عدة. والآن قلبي يسأل أيها السائل عنى. هل تظن أنك غبت؟ هل غبت عني؟ لا يغيب الحب وأنت نبضي نبض عمري. بالوفاء يبقى فيك صوت قلبي.
يا طبيب الروح أنت
يا حبيبي إن أردت للفؤاد تعطرًا
أهديك عطرًا. عطرًا من الحب والأشواق
يا طبيبي. يا طبيب قلبي تمهَّل
من فرط حبي ظنوا أنه ترياق
ما كان عطري يفوح على كل الدُّنا
بل خصَّ قلبك. وزاد منه كل صباح
والشمس تضحى مهللةً
تغار من قلبي لك المصباح
علمت طير الشوق يشدو
حتى سمعت الديك صاح
حين سمعت الديك يصيح
بنداء قلبك حين يصفو
بنسيم حبي وعطر شوقي
أيقنت أنه ذاك فجري
لا يشرق إلا لطبيب قلبي
عطرًا بأنفاس عشقي
يا طبيبًا إن لي في هواك ألف حاسد
لكن يا طبيب الروح كنت بجناح الحب فارد
حتى إنك قد علَّمت الحب لكل حاقد
حاقدٌ منك فأصبح يدعو للسلام والسلامة لكل عاشق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.