حان الوقت كي أطلق جماح قلمي الذي كان يتحلى بالصمت احتراماً للبعض على الرغم من أنهم لا يستحقون إلا الركل بالقدم.
قريباً ستظهر الصورة الحقيقية التي حاولت سنوات عديدة كبح جماحها؛ لأنني لم أكن متفرغاً للثورة ضد أعدائي، وبالتالي طالني نوع من الأرق الشديد؛ لأنني كنت أكظم غيظي باستمرار، وأعفو عن الغير دون قصد مني سنوات طويلة.
سامحوني على هذا الإهمال، لكن بعد أن اكتنز قلبي بالسواد وحلقي بالمرار حتى فاض بي الكيل، ولم تعد لدي قدرة على تحمل المارد الذي يسكن داخلي، قدرتي على الصمت أصبحت لا تحتمل أكثر من هذا، وبالتالي بدأت تراودني فكرة تصفية حساباتي مع كل من اعتبرني في وقت من الأوقات مادة لتسليته أو مارس ضغوطاً عليّ تحت أي مسمي من المسميات.
وكان يروق له، وهو رد فعلي المؤقت، لكنه لا يعلم رد فعلي المستقبلي.
أريد أن آخذ حقوقي خالصة غير منقوصة من كل من هانت عليه العشرة، واعتقد أنني مجرد رقم ضمن أرقام المنظومة البشرية التي يصعب إحصاؤها، الويل كل الويل لكل من تعرض لي بسوء، ولكم مني العار والفضيحة على ما أسرفتم وحاولتم به تدميري بكل متاح في أيديكم.
قلوبكم تلك التي لا تعرف للخير محلاً، وألسنتكم التي فاضت بالكيد لي في كل مكان.
سأتفرغ لكم أيها الحمقى عن قريب، ولن أترككم حتى أرتاح من الداخل، ويرتاح ضميري، وسوف أمسخكم وأشوه صوركم أيها الخاسئون حتى تكونوا مادة ثرية لكل من يريد أن يهجوكم بما تستحقون.
داخلي بركان غضب مثل فيزوف، هل ارتاحت يوماً ضمائركم الحاقدة من ممارسة الكيد ومحاولة التربص بي، وتسليط كلابكم الجائعة حتى أهجر الحي، وقد حصلتم على فرصتكم حتى تنالوا مني وسعدتم سعادة بلا حدود حينما ظهر الضيق علي.
حتى لا ألوم نفسي عندما أشن حملة هجاء ممنهجة ضدكم وأفضحكم في كل مكان وأنا مرتاح الضمير.
حتى لا يقول لي أحد إنّ المسامح كريم أو يأكل آيس كريم، يا من ولدتكم أمهاتكم وهي معتذرة؛ لأنها قدمت للبشرية أدنى أنواع البشر.
مجرد حمر مستنفرة سأجعلكم تفرون من قسورة الزمان، وتحاولون الاختفاء تحت الثرى، وسوف يلعنكم كل من ساهم في إنجابكم، أو ساهم في رفع أقداركم، يا من لا تستحقون إلا مهنة مسح الأحذية ولعقها.
هل خلقتم فقط لصناعة الأذى وتريدون مني أن أصفح عنكم، وأنا لا أستطيع النوم وأنتم تنامون على فراش من الحرير، وتركبون الهمر وأنا أسير من التعب على قدمي.
وتزعمون أن هذا حصاد عملكم واجتهادكم، أنا لا أنكر عليكم ذلك، أنتم بالفعل كنتم تعملون وتجتهدون في صناعة الشر وأذية الناس وتشويه صورهم، أنتم اجتهدتم طويلاً حتى تصلوا إلى هذه المكانة.
أما أنا وقفت مدهوشاً عاجزاً عن تلويث يدي من الشر، واكتفيت بذلك، لم تصمتوا، وحاولتم محاربتي بكل رخيص وغالٍ، فقد بلغتم المقام الذي كنتم تحاولون الوصول إليه بالرشوة والنفاق وتدمير كل من ترون منه خطراً عليكم.
وقد جاءت الفرصة لاختفاء أهل الفضل، ويبقي أهل الشر يرتعون ويرفلون بالزي الناعم مستمتعين بكل شيء حتى لم إنهم لم يسوقوا نعجة واحدة.
سبحان المعز المذل الذي رفع من لا يستحق الرفعة، وأسقط من يستحق الثناء، والمجد كما قال الشاعر المتنبي:
وكم ذا بمصر من المضحكات! وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاء
سطحيتكم أيها الخبثاء جعلتكم تعتمون على كل صناع المجد، على كل من يمتلك فكراً ويريد أن ينفع الناس بعلمه، وبالتالي ستحاولون القول إن حملتي ضدكم نوع من الحقد والحسد؛ لأنني لم أصل إلى مكانتكم التي لم أحلم بها ذات مرة.
ولم أفكر فيها لأنني أراها نوع من النتن، أراها عفناً أخلاقياً يعشش في رؤوس مجوفة مملوءة بالأحلام فقط مهما وصلتم إلى المناصب الزائلة سيبقى تاريخكم أصلع بلا إنتاج.
وعندما يذكركم التاريخ سيكون حصادكم لعنات لا يمكن حصرها، وساعتها سترون الحسرة في عيونكم والحسد يأكل قلوبكم وحوّلكم إلى مجرد أحجار تدمي فقط وليس عليها تاريخ ناصع مسجل.
يا من حملتم أجساداً قذرة وعيوناً حاسدة وقلوباً قاسية، مصيركم معي حرب بلا هوادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.