خاطرة "حالة استثنائية".. خاطرة وجدانية

للأسف كل واحد يريدك كما يتخيلك، أو كما سمع عنك، لكنه يصطدم عندما يتعامل معك للمرة الأولى، لأنه لا يدري أن خياله ورطه في لحظة من لحظات الغضب التي كنت عليها، لأننا نعيش في حياة كلها ضغوطات، سواء توابع العمل، أو والإرهاق بسبب درجة الحرارة، أو صدامات في الشارع. 

فجأة عندما تدلف من باب شقتك، وتغير ملابس العمل، وتؤدي فريضة الصلاة، وبعد ذلك تبدأ تجهيز الطعام لأنك منذ الصباح لم تتناول غير ساندوتش وفنجان قهوة، وبذلك استنزفت طاقتك، وتريد أن ترتاح بعض الوقت، فجأة تجد جرس الباب يدق، لذا سترد ردًا غير مناسب خصوصًا إذا كان من على الباب ضل الطريق وطرق باب شقتك ومصر أنه يريدك أنت بالذات، وأنت لا تعرفه، وليس محصل الغاز أو الكهرباء أو مندوب شركة من الشركات التي تتعامل معها.

هذا الطارق الغريب يريد أن يعرض عليك بضائعه على الرغم من اعتذارك له بأنك لا تريد شيئًا منه، لأن كل البضائع التي يحملها متوافرة في بيتك، ومع ذلك دفعه بروده للإصرار الغريب حتى ضجرت منه وصرخت في وجهه بعنف، وهو لا يأبه أو يبالي بفعله المنكر غير المقبول، حتى جعلك تسبه وتطرده من بيتك وتحذِّره بأنك ستلجأ للشرطة لتتخذ الإجراء القانوني الرادع حتى لا يتجرأ ويقتحم خلوة الناس في بيوتها.

يقول لك إنه يجري وراء لقمة الخبز، وليس أمامه وسيلة أو طريق إلا التجارة، ويجب أن تشجعه حتى لا يلجأ للسرقة ويعمل عملًا غير شريف، ويتهمك بأنك تحارب الشباب الذي يكافح حتى يعيش حياة كريمة، وقد يجري من أجل توفير بعض الجنيهات لأولاده كما يزعم، لكن ليس بهذا الأسلوب المنفر في البيع.

المهم أصابني بالغيظ حتى جعلني أنسي موضوع تناول الغداء بعد أن جهزته على المنضدة، قد برد كل شيء ويحتاج مرة أخرى إلى التسخين.

أنا بطبعي ضد البيع بالأسلوب الاستفزازي، وما دمت أنا لم أطلب منك سلعة فلا تجبرني على الشراء أو تقتحم بيتي حتى أكون أمام الأمر الواقع وأشتري، وأنا إلى ذلك ضد الباعة الجائلين لأن بضاعتهم تكون منتهية الصلاحية، ومن الصعب أن ترى البائع مرة أخرى إلا بعد مدة طويلة، ويجب على الأجهزة الرقابة ترتيب أوضاع هؤلاء الباعة وكذلك رؤساء الأحياء، وأن يحمل كل واحد منهم شهادة خلو من الأمراض إلى جانب تحذيرهم من اقتحام العمائر السكنية وإزعاج سكان الشقق، الذين يشترون احتياجاتهم من الأسواق ولا حاجة لهم بمن يدق على بابهم ويفزعهم.

ولا بد من وجود جهات رقابية تتابع بعناية هذه النوعية من التجار، حتى لا يخرج واحد منهم عن النص.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة