خاطرة "حاسة سابعة".. خواطر اجتماعية

كما يقول المثل "الناس أجناس" وقد تتشابه طبائعهم وشخصياتهم وسلوكياتهم مع بعضهم البعض أو تختلف اختلافًا جذريًا، ولاكتشاف تلك الشخصيات والطبائع لا بد أن تتعرَّف إليهم وتعاشرهم لمدة من الزمن.

ولكن لدى البعض "ما يعتبره ميزة" وهي رسم انطباع عميق حول شخصية الأفراد بمجرد لقائهم للمرة الأولى، وذلك عبر إحساس يمنحه له الآخر بالارتياح والقبول أو عدمهما، وحامل تلك الميزة -إن صح اعتبارها كذلك- لديه إيمان راسخ بمصداقية ذلك الإحساس وغياب احتمالية خيبته.

وعلى اعتبار أن التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها يندرج تحت مسمى الحاسة السادسة يمكن أن نطلق على تلك الميزة حاسة سابعة "على سبيل المثال"
ولكن هل هذه الحاسة يمكن أن تعدُّ ميزة فعلاً لها رجع إيجابي كسائر الحواس الخمس؟ وإلى أي مدى يمكن قبولها والإقرار بها؟

حيث إن سائر المشاعر قد تحتمل الصواب والخطأ، فقد يكون من غير المنصف الحكم على الناس من خلال إحساسنا اتجاههم الذي وبتحليله يمكن أن يبني على ملامح الشخص وقسمات وجهه أو حتى تفاصيل بدنه، التي لا توشي إطلاقًا بدواخله.

وهل يا ترى يمكن عدّ تلك المَلَكة نعمة أم نقمة في حياة صاحبها؟!

فمن الجيد جدًا أن نمتلك القدرة على تمييز معدن الأشخاص من بداية التعارف ودون الحاجة للتعمق بهم، فذلك قد يختصر الكثير من المشكلات والصراعات والصدمات ولا سيما الخذلان، وقد يحمينا من التورط في علاقات سامة وتغلغل أشخاص سلبيين في داثرة حياتنا قد يستغرق اقتلاعهم منها فيما بعد وقتًا طويلاً.

ولكن في حال أن تلك النظرة الثاقبة لم تصب، حينها يمكن الدخول في علاقات غير صحية بناءً على حكم ودي غير مستحق، والعكس صحيح فيمكن الهروب من علاقة مثمرة بناء على حكم تعسفي بالنفور والكراهية أو الاستمرار على مضض "مترافق بشعور دائم بعدم الارتياح" بعلاقة مع شخص صالح ذنبه الوحيد أنه لم يلقَ القبول الذي يستحقه.

لذا من الأفضل أن نقتدي بمقولة "دع الخلق للخالق" ولنجعل دائرة محيطنا القريب ضيقة، ونؤمن بقول الله عز وجل "الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات" فلن يلتصق بك إلا ما يشبهك والعشرة الطويلة ستبرهن لك ذلك يومًا بعد يوم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مايو 22, 2023, 1:24 م

حلو كتير هالكلام ❤

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يحلي أيامك ياعمري♥

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مايو 27, 2023, 10:25 ص

مقالة جميلة ، وذات أسلوب رائع ولغتها راقية ، وقد أحسنت الكاتبة في عرض أفكارها ، ولكني أستميحها عذرًا في تصحيح الآية التي استدلت بها في ختام مقالتها الممتعة ، و صواب الآية كما جاءت في سورة النور هي : " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " ( سورة النور26)

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالة جميلة ، وذات أسلوب رائع ولغتها راقية ، وقد أحسنت الكاتبة في عرض أفكارها ، ولكني أستميحها عذرًا في تصحيح الآية التي استدلت بها في ختام مقالتها الممتعة ، و صواب الآية كما جاءت في سورة النور هي : " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " ( سورة النور26)

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
مايو 29, 2023, 11:19 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 29, 2023, 10:53 ص - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 29, 2023, 9:50 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 29, 2023, 9:20 ص - ايمان عمر المصري
مايو 29, 2023, 8:01 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 28, 2023, 7:53 م - وليد فتح الله صادق احمد
مايو 28, 2023, 12:25 م - اروى عماد شحادة
مايو 28, 2023, 8:06 ص - محمد عبدالكريم قاسم مصلح
مايو 27, 2023, 8:47 م - سيرين حسين سعيد
مايو 26, 2023, 7:22 م - عصام أحمد عبدالله عياد
مايو 26, 2023, 11:24 ص - أميرة محمد المحيميد
مايو 25, 2023, 12:55 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 25, 2023, 9:26 ص - رشا يوسف علي
مايو 25, 2023, 7:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 25, 2023, 7:13 ص - محمديزن الياسين
مايو 24, 2023, 8:11 م - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 24, 2023, 3:02 م - محمد أمين العجيلي
مايو 24, 2023, 2:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 11:13 ص - اسماعيل الخضر
مايو 24, 2023, 10:25 ص - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 9:47 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 23, 2023, 12:27 م - اسماعيل الخضر
مايو 23, 2023, 11:54 ص - محمد العيادي
مايو 23, 2023, 9:17 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 23, 2023, 7:57 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 22, 2023, 8:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 22, 2023, 8:39 ص - عبدالشافى هلال
مايو 21, 2023, 11:53 ص - محمد بخات
مايو 21, 2023, 11:41 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 21, 2023, 9:30 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 8:29 ص - مني حسن عبد الرسول
مايو 21, 2023, 7:57 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 7:50 ص - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:15 م - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:07 م - عايدة عمار فرحات
مايو 20, 2023, 2:33 م - ياسر عبدالحميد محمود سلطان
مايو 20, 2023, 9:36 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 20, 2023, 8:27 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 20, 2023, 8:06 ص - محمد سيد عبد الفتاح
مايو 19, 2023, 9:11 م - محمد الحقاوي
مايو 19, 2023, 7:42 م - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 17, 2023, 9:29 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 17, 2023, 9:20 ص - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 16, 2023, 5:02 م - لطيفة محمد خالد
مايو 15, 2023, 8:39 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 15, 2023, 8:26 م - مايكل سليمان
مايو 15, 2023, 3:14 م - عبد الرحمن الكرد
مايو 15, 2023, 3:03 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 15, 2023, 12:40 م - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 14, 2023, 5:47 م - محمد بخات
نبذة عن الكاتب