نسمات الصباح الباردة تهب من حولي، هدوء الصباح يربكني دائمًا، أصبحت الآن أحب تلك الربكة حين أشعر بشاعرية تفيض روحي، تستهويني فكرة أن أجسد ذلك في سطور مكتظة بالحب.
اقرأ أيضًا: خاطرة «الروح المتحررة».. خواطر وجدانية
في وقت ما اعتقدت أن الإنسان لكي يجد مستراحه يلزمه خوض معارك عديدة وإن باءت بالفشل كثيرًا؛ ليدرك أنه لم يجد أنيس روحه، لكنها ربما لم تكن فشلت لأنه بذلك السوء.
لقد كانت السنوات جميعها تصرخ وتلوح بأن هذا الموطن لا مستراح فيه لي، ولكنني اخترت أن أكون شخصًا أحمق بدلًا من الاستيقاظ وإدراك ما يحدث.
وجدت أنني شخص سيئ، وأن الإنسان حين يكون حولي يشعر أنه دفين. اخترت دائمًا الابتعاد عن أذى من حولي، نظرت لنفسي نظرة الإنسان الآثم، ووجدت بنفسي الخيبة دائمًا.
حين مضت السنوات أدركت في حين غفلة وجود شيء براق ومبهر، كنت أتساءل دائمًا لو أنني استحوذت على ذلك الشيء البراق، هل أستطيع أن أكون صائغًا أمينًا وأحافظ على جوهري المبهر؟ أم أنني حقًّا لا أستطيع الاقتراب من أحد دون أن أؤذيه؟ أم أنني لم أكن ذلك السيئ الذي طالما شعرت أنني هو؟
بعد كثير من التساؤلات استطعت أخيًرا أن أحاول التجربة، دون أن يعتريني الخوف من التجارب الفاشلة. يمكنني أن أقول بعد ذلك إن الإنسان لا يجعل حياة أحد سيئة. ربما لم يوجد توافق، أو ربما كانت الجوهرة شاحبة، لكنني الآن أمتلك الجوهرة المبهرة، أصبحت أحب الأغاني والصباح.
هل يمكن للإنسان أن يكون سعيًدا لأنه احتسى كوبًا من قهوة؟ أنا أصبحت كذلك، أن أرى الأشياء لامعة والأبواب مشرعة والدنيا متهللة والأغاني بهية، أن أحب ذلك المغني وذلك الموطن؛ لأن فقط هنالك جوهرة حسنة، أنا تلك التي لا ترغب الاستفاقه صباحًا.
أصبحت أحب ذلك الصباح المبهج المليء بمصادفتك.
إن كنت تريد أن تحب الحياة اختر جوهرتك بعناية؛ فليس كل صائغ يستطيع أن ينجح.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.