خاطرة "جماليات الحياة".. خواطر شعرية

بهية كعروس في موكب زفاف

وأنت بها ضيف شرف أو ترف

وقد تكون بها عبد شقاء للبقاء

ما أجمل الحياة كلما حلمت بها

وستحبها كما كانت نظرتك لها

فإن لها عيون تراقب كل سكناتك

ولها آذان تصغي لكل همساتك

ولها أنامل ناعمة بها تلامسك

قد تراها بكل ألوان قوس قزح

وقد تبدو لك أجمل بحلتها العتيقة

وأنت بقربها قد لا تتطلع إليك

لكن إن عشت بها كيفما استقبلتك

أو مثلما كانت بها نوايا أهدافك

لا ريب ستلوح بكل أشواقها لك

لكي تصبح حرًّا ببيتها العنكبوتي

فتضحى مصارعًا لزمن عليك طاغ

وعلى حلبة لا يحبذ فيها الفشل

فإن غفلت عنها أسقطتك الأهواء

وأنت يقض بها يصيبك الأرق

بها سنن منصوبة لك من السماء

وأركانها لك مرفوعة على الماء

على عجلة من أمرك دمت للأبد

سيلاحقك موعد الحساب بعد أمد

مسافرًا كنت بها أوفيها ساكنًا

سيطالك بها الكيف ربما والكم

إن هائمًا كنتُ بها أو مسكونًا

سيأتيك منها بما لا تطيقه أبدًا

وبها قد تفوز بضربة حظ

ولقدرك بها لا محال ستدركه

فغريبة عليك هي أطوار الحياة

مهما كافحت بها تبرأت منك

لأنك لها لا ولن تتملكها

ولحقك لا بد أنت كاسبه

مهما طال قدوم شعاع بدرك

وكريمة هي بما لك أهدت

وملام أنت إن بها لم تتجرأ

فكم هي بسيطة إن بها قبلت

وقد تقصيك إن عنها تبرمت

وكم هي جميلة أطياف الحياة

بها كل ما لذَّ وطاب من الكل

وهي حكيمة بما قد لا يفقه أحد

لأن طبيعتها عوالم لا تُضاهى

إن سلمت بها أخذتك إلى فنائها

مهما دمت بها ذاك العاصي المدلل

وهيهات فالهوى بها لن يموت

مهما تبت فيها أوبها جادلت

ويبقى محيا الحياة دائم الجمال

مهما زالت منها مساحيق التجميل

فيا عجبًا كيف يمدح جمال الصبا

ويذم صاحبه إن شاخ أو كبا

فإن مدحتها سقتك صافي زلالها

وفي هجير الحياة تفيأت بظلالها

فانعم بما عليك أشارت وتوكل

واظفر إن ائتمنت ولك أكرمت