وكيف لي أن ألقاه بعد أن أضاعنا كبرياؤنا في متاهات الحياة..
لِم كان علينا الابتعاد؟
لِم غادرتني للأبد؟
هل هذا جزاء قلبي الذي أحبك أم عقلي الذي اقتنع بك رغم وجود العديد من الفوارق المختلفة التي لم اجعلها تقف حائلاً بيني وبين الوصول إلى قلبك؟
هل هذا حق قلبي عليك أم هذا هو جزاء روحي التي التجأت إليها في كل مرة شعرت بها بالخوف والعجز؟
لقد اشتقتُ لك، اشتقتُ لك جداً..
اشتقتُ لصوتك، وملامحك..
اشتقتُ أن أرى اسمك ينير غرفتي حين أراه على شاشة هاتفي..
اشتقتُ لنزاعاتنا المستمرة، نزاعات؟
هل تفوهتُ بعبارة نزاعات؟ ماذا تعني نزاعات؟ متى؟
وكم مرة تخاصمنا؟
أتدرك أمراً؟
والله وتالله إني لا أتذكر لحظات خصامنا، ولا أننا كنا تخاصمنا يوماً من الأساس، عقلي يأبى أن يتذكرها، فلا أدري إن كنا تخاصمنا حقاً
لا أذكر سوى اللحظات الجميلة..
أتذكر غيرتك تلك التي يحمر بسببها وجهك الباسم..
اشتقتُ لخوفك عليّ، أتذكر حنانك وقلبك الطيب وروحك الدافئة التي احتضنتني يوماً رغم البعد..
أتذكر حين تحادثنا وضحكنا، أتذكر أول مرة اعترفت بها وقلتّ فيها أحبك..
أتذكر اليوم والتاريخ واللحظة تلك..
قد يعجبك أيضًا خاطرة "جحيم الأفكار".. خواطر وجدانية
كان ديسمبر والسماء ترفد دموعها فرحاً وسعادة لشعور أدخلته إلى قلبي تلك اللحظة..
عرفتك سنوات طوال.. تواصلنا باستمرار.. رغم قربك مني، ومعرفتي بك لسنوات.
المنزل بجانب الآخر، كنت المحك صدفة ومن بعيد أيضاً، إلا أنني لم أحاول الالتقاء بك عن قصد، ولم أحاول الجلوس معك ولو لمرة واحدة..
يا لغبائي.. لا أدري لماذا لم يكن ذلك ضمن خياراتنا يوماً؟
هل هو الاحترام، أم العادات والتقاليد، أم هو خوفك عليّ، أم خوفي واحترامي لأهلي وتربيتي وناسي؟
ألوم نفسي دوماً، لماذا كنت أرفض محاولاتك المستمرة بمرافقتي إلى جامعتي في المواصلات العامة؟
لكنني لا أدري، ربما كنتُ أخاف..
أجل، كنت أخاف لأني كنت أعتقد أن حبك بادٍ على ملامح وجهي..
كنتُ أخاف أن تفوح مني رائحة ذلك الحب الذي استوطن قلبي وروحي..
كنتُ أخاف أن يقوم الجميع باستنشاق رائحة ذلك الحب..
كنتُ أخاف أن يعلموا أني أحبك..
كنتُ أشعر بالخجل والاستحياء كلما فكرت أنني سأقابلك وجهاً لوجه، وأجلس قبالتك..
كنتُ جبانة، أجل، جبانة، وها أنا أعترف بذلك اليوم..
كنتُ ضعيفة رغم قوتي، إنك توأم الروح.. لماذا؟
أخبروني لماذا؟
تمنيتُ لو جلستُ معك ولو ثانية واحدة..
تمنيتُ لو احتضنتك مرة واحدة ليبقى أثر تلك المرة باقياً كغيره مما أتذكر..
رحلتَ وتركتَ لي ذكرياتي معك، روحي رحلت معك، تاهت مني..
هل تسمح بإرجاعها لي؟
أرجوك أعدها، إني بحاجتها أكثر من أي وقت مضى..
أعلم أنها لو عادت لن تعود كما كانت، بل ستعود مهشمة منكسرة..
كل من عرفني رآني قوية متماسكة، هم لا يعلمون مصدر قوتي وعنادي، لكنك تعلم السبب،
أخبرني أمراً يا شبيه الروح، بربك قل لي أمراً، هل أنت سعيد معها؟
هل استطعتَ نسياني؟ هل نسيت لحظاتنا معا؟
هل استطاعت هي أن تقتحم روحك وتتربع على عرش قلبك كما فعلتُ أنا يوماً؟
هل حققتُ معها أحلامنا التي كنا نرسم؟
هل هي جميلة؟
هل استطاعت حقاً أن تملأ عليك حياتك وعالمك كما كنا معاً؟
هل أحببتها؟
هل انتزعتني من أعماقك حقاً؟ هل استطعت؟
قد يعجبك أيضًا بعد الفراق | خواطر شعرية
بربك قل لي إنك لم ولن تنساني، قل لي إنك تتذكرني كما أفعل..
لقد أُطفئتَ روحي، روحي لم تعد كما كانت، فقد غادرتني إليك، ولكنك لا ولن تشعر بها..
أحياناً أحادث نفسي: لِم لا أستطيع انتزاعك من قلبي ومن فكري كما قمتَ أنت بإخراجي من حياتك وروحك؟
لماذا لا أستطيع لملمة أجزائي المتبقية والرحيل بعيداً لأبحث عن مأوى آخر ومسكن لعلي أجد ما أصبو إليه؟
لماذا روحي ممزقة ولا أستطيع لملمتها أو إيجاد أجزائها؟
إلى متى؟ هل هكذا يكون الحب؟
هل هكذا جزاء الإخلاص أم أني عشتُ ما ليس لي؟
بربك يا هذا قل لي: ماذا فعلت بروحي وقلبي؟
كيف أكمل طريقي دون أن أراك في أزقة روحي المظلمة؟
كيف ذلك أخبرني؟
دُلني على وصفتك السحرية التي جعلتك تكمل طريقك دوني حتى أستمر في طريقي دون الالتفات للخلف؟
اعلم بأني قوية إلى الحد الذي استطعت الاستمرار والصعود..
أكملتُ طريقي ولا زلت أكملها، حققتُ ما أصبر عليه من أهداف ولا زلتُ..
لكن تلك الجزئية التي تتعلق بك تُشعرني بالضعف من وقت لآخر، أحاول تجاوزها، وأتمنى ذلك، لكني أجهل الطريق في الكثير من الأحيان.
دوماً أخبر نفسي أني قوية وأستطيع الإكمال بمفردي؛ لأني تجاوزتُ الكثير من الصعوبات..
تخطيت الكثير من العراقيل والحواجز..
لكن فيما يتعلق بروحي، آه من روحي، فقد هزمتني مراراً وتكراراً..
إلى أين السبيل؟
قد يعجبك أيضًا
ديسمبر 1, 2022, 8:59 م
عجبني
يناير 21, 2023, 9:23 م
نورت 💙
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.