يمكن متابعة الجزء الأول من هنا..
....
إننا موجودون في أماكن أخرى، وهذا لأن الله خلق لكل منا شبيهًا، قد نتشابه في الملامح، وقد نتشابه في التصرفات، أو أرواحنا تتشابه. فربما شبيهك قريب منك، وربما بعيد عنك، أو أنه قد رحل من الحياة.
ماذا لو التقى أربعون شبيهًا لك في مكان واحد؟ كيف يكون اللقاء؟ وكيف يكون الحوار؟ وكيف تكون ردة فعل كل شبيه؟ هل تكون الأوجه متشابهة جدًا أم يوجد اختلاف صغير؟ هل يكون هناك تقارب في التصرفات وأساليب الحديث؟ هل الأصوات متشابهة؟
تكثر التساؤلات، والأجوبة مبهمة، فعني، قد أتفاجأ إن وجدت شخصًا يشبهني، وأول ردة فعل أفعلها هي أني أضحك من نفسي وأستغرب، ثم أشرع في التأمل فيه، والصدمة الكبيرة إن كان صوته يشبه صوتي، أو اسمه كاسمي.. أتمنى أن يقبل الجلوس معي وأن يحدثني عن حياته، ربما أجدها تشبهني في طريقة اللبس أو الأكل، أو أجد قلبها كقلبي. أفرح كثيرًا إن كانت لا بأس بها ولا تعاني أي أمراض أو صعاب، وأن أجدها متفائلة وتعيش حياتها بهدوء وهناء.
قد تحدثنا عن تشابه الملامح، فماذا عن شبيهك في الروح، أي توأم روحك؟ الشخص الذي يفهمك من نظرة واحدة، شخص يكون كالظل الذي يرافقك أينما ذهبت، شخص عانقت روحك روحه. يُقال: الحب من النظرة الأولى، بل الروح تلمس روحًا تشبهها، روح زكية وطيبة، روح حنونة، فأغرمت بها، فترجمتها العين بأنه حب من النظرة الأولى.
قد نلتقي أناسًا بمجرد النظر إليهم أو الحديث معهم، فنرتاح نفسيًا وينتابنا شعور بأننا نعرفهم منذ زمن بعيد، ليس شرطًا أن يكون توأم روحك مختلفًا عنك في الجنس، فأحيانًا تجد أو تجدين صديقة ترتاحين لها، الأرواح طاهرة طليقة تعشق الحرية، لا تحب من يقيدها، فإذا أردنا العيش بسلام، يجب الحفاظ على أرواحنا، فبتقربك إلى ربك تغذي روحك بالطمأنينة والسكينة.
ما أجمل أن تجد روحًا حنونة وطيبة في شخص آخر، والأجمل أن يكون هذا الشخص من نصيبك، شخصًا يبقى معك مدى الحياة. كم من أناس التقيناهم، فتقول في نفسك إنك تعرف هذا الشخص، أو أنك رأيته من قبل، مع أن هذه أول مرة تراه، أو تقول إنك ارتحت له، فهذا يعني أنك وجدت روحًا تليق بروحك أو تشبهها. كم من أناس ألفنا الحديث معهم على الرغم من أن عشرتنا لم تكن طويلة.
رائعة جداً
شكرا لك الاروع هو تعليقك لتشجيعي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.