يا رب من بات مطويًّا على وجع
فانشر له رحمة تستأصل الوجعا
يا رب من بات بين الدمع منكسرًا
فاجبره جبرًا يُنسيه الذي سمعا
يا رب من بات محتارًا به شعث
فاقبَل برحمتك المخذول إن رجعا
أو رده لك يا رحمن من فتنٍ
ردًّا جميلًا إذا ما زال منخدعا
يا رب قلبي وأنت الحي مات به
كل الشعور فما يُجديه ما زُرعا
طاوٍ على ظلماتٍ لا نفاد لها
خوف وشك ويأس كلهن معا
يا رب وحدك من أرجو وأطلبه
تولَّني واكفني همي وما تبعا
لم تكلَّف غير نفسك أيها الإنسان؛ فأغمض عينيك قليلًا ليشعَّ النور في داخلك.
في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله.. قال هذا ابن القيم رحمه الله تعالى.
من أين يأتي هذا الشعث أو هذه الحيرة أو هذا الشعور بالتشتت؟ لأن القلب خُلق للتوحيد ليتوجه إلى الواحد الأحد. فإذا توجه لفلان وفلان وهذا وذاك وتنازعته الرغبات والأهواء تكاثرت عليه الأدواء؛ فاعمل لوجه واحد يكفيك كل الأوجه.
يكفيك أن توجِّه عيني قلبك إلى السماء وتقول: يا أهل الرجاء. إذا شعرت بذلك الهم الذي حرمك الراحة تذكَّر أن المستقبل بيد الله، وأن عليك أن تصلح يومك ليصلح لك غدك.
فكِّر فقط في ساعاتك الحاضرة، فهي العصفور الذي في اليد، واترك العشرة التي على الشجرة؛ غفلة الإنسان عن عِبر الدنيا، نسيانه السريع للألم مع أول لحظة راحة، طول الأمد... إلخ.
ومن أين تأتي قسوة القلب إلا من طول الأمد؟
إن قسوة القلب تفسد على الإنسان إنسانيته، فلا يعود يشعر، وهل الإنسان إلا شعور؟
الإنسان ينسى، فإذا تذكَّر ندم، ولعله لا يتذكر إلا بعد تكرار أخطائه، فيزداد ألمًا وندمًا.
وقد يعود باللوم على الدنيا وعلى الناس، وما الخطأ إلا منه. يغفل الإنسان عن نفسه، ولو انتبه لعلم أن ما أصابه من سيئة فمن نفسه.
أعوذ بك ربِّ من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجرَّه على مسلم.
لا يشعر الإنسان بقيمة ما يضيع منه إلا بعد أن يفقده، والوقت أنفس ما عنيت بحفظه، والقلب أولى بالحنان والاهتمام وأن تشفق عليه من وحشة الطريق.
وأختم بكلمة أعجبتني وقد غيرتني وهي لبُّ هذا المقال:
ترك الفضول راحة للقلب..
شكرًا لمن علمني
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.