خاطرة "تخيل أن تستيقظ ذات صباح على نعيق الغربان والرياح الصاخبة".. خواطر وجدانية

تخيَّل أن تستيقظ ذات صباح على صوت نعيق الغربان والرياح الصاخبة، فتتجه بنظرك نحو نافذة منزلك المتهالك لترى أمامك أرضًا جرداء مغبرة خالية من أي نوع من الحياة الصالحة، الشمس حارقة، والأجواء كئيبة، والرياح محملة بالحرارة والغبار.

يحيط بك عالم قاسٍ، حيث الأفاعي والسحالي تتجول حولك، والغربان والحشرات السامة تعشعش على أطراف منزلك. لا ماء ولا طعام لديك، فقط أشجار شوكية وكتل كثيفة من الأتربة تملأ المكان، وكأن الحياة قد هجرت هذا المكان تمامًا.

في هذه البيئة القاحلة، تتساءل: هل يمكن أن يكون لتلك الأفاعي والسحالي أي فائدة؟ كيف يمكن أن تعيش في هذا العالم القاسي حيث كل شيء يبدو وكأنه ضدك؟ كيف ستكون حياتك وحياة أطفالك في هذه الأرض التي لا تقدم سوى المعاناة؟ إن الحياة هنا ليست مجرد صعوبة، بل هي صراع يومي للبقاء يظهر قسوة البيئة وتأثيرها العميق على الإنسان.

والآن تخيَّل عكس ذلك تمامًا: تستيقظ ذات صباح جميل وتنظر من نافذة منزلك المشرق لترى العصافير تغرِّد على أغصان الأشجار الخضراء المثمرة.. ألوان أجنحتها الزاهية تملأ السماء التي تزيّنها الحدائق والبساتين المورقة.. تحيط بك الأنهار الصافية، وتملأ المكان خيرات الطبيعة من كل جانب.. هنا تجد كل ما لذ وطاب، وتعيش حياة مملوءة بالراحة والسعادة حيث لا صراع ولا قسوة، فقط سلام ونعيم.

فكِّر كيف ستكون حياتك وحياة أطفالك في بيئة كهذه؟ ستنعم بالاستقرار والازدهار، وستشعر بأنك جزء من مكان يظهر جماله على حياتك.

الرسالة هنا واضحة: البيئة التي تعيش فيها تؤثر على حياتك ومستقبلك، ثم إن الأرض تظهر حالتها على من يعيش فيها، فإن حب الوطن والعمل على إصلاحه يثمر بالخير والبركة، فإذا صلحت بلدك، ستزدهر حياتك وتعيش في ظل وطن جميل مثمر يُشبعك بخيراته ويمنحك راحة البال.

عزيزي القارئ، لتحسين حياتك وحياة من حولك، ابدأ بالعناية ببيئتك ومجتمعك. ازرع الأشجار لتحسين الهواء والجمال من حولك، واهتم بنظافة المكان الذي تعيش فيه.

شارك في أنشطة تطوعية لدعم مدينتك ورفع مستوى الخدمات.. علِّم أطفالك أهمية الحفاظ على الطبيعة واحترام مواردها.. كن قدوة في ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وقلل من النفايات باستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير.

إذا أحببت وطنك واهتممت بتطويره، سيصبح مكانًا أفضل للعيش، وتذكر أن الإصلاح يبدأ بخطوات صغيرة منك ومن أفراد مجتمعك؛ فعندما تعطي وطنك اهتمامك، ستجني ثمار الراحة والازدهار، وستترك إرثًا مشرقًا للأجيال القادمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مبدع صديقي ...خاطرة جميلة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

حقا رائعة جدا اعجبتنى
كثيرا كلمات التوعية
والحس على العمل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

حقا رائعة جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة